جمیع المقالات
جمیع المقالاتمقالة نحات عراقي كان تلميذا لدى الاستاذ على نعمة الحلو خصها به
مقالة نحات عراقي كان تلميذا لدى الاستاذ على نعمة الحلو خصها به
مقالة نحات عراقي كان تلميذا لدى الاستاذ على نعمة الحلو خصها به #صوت_الأحواز #الجبهةالعربيةلتحرير_الأحواز كتب النحات العراقي الاستاذ ( ناجح البو غنيم ) المقال التالي بحق استاذه المؤرخ العراقي العربي الأستاذ علي نعمة الحلو، وهي تعد وفاءً من تلميذ لأستاذه حيث أن الأستاذ ناجح كان قد تتلمذ على يد الاستاذ علي نعمة الحلو. ننشر اليكم ادناه نص المقال دون زيادة او نقصان: ***** بقلم: النحات العراقي( ناجح البو غنيم ) ... السيد علي نعمه الحلو ... عربي العقيدة والأنتماء والولاء .. سيد من أشراف بني هاشم . من السلالة النبوية البهية .. لم نألفه مثل بعض الوصوليين يتنقل بين المبادئ والأفكار ، فهو لم يلبس العروبة كجلباب ، ليخلعه في اول مصاب . بل لبسته المبادئ السامية للقومية العربية منذ نشأتها، مفكر وهاج وآيديولوجية ومنهاج .. أنه المربي التربوي الذي يحسن ويبدع في أدارته للمؤسسة التربوية المكلف بأداراتها . والحقيقة أنا أفتخر بأني كنت تلميذا أستنشق عبير المعرفة منه .. هو باحث في الشأن العربي ، ومؤرخ للقضايا العربية ، ومستنهض للطاقات العربية الخلاقة في عموم الوطن العربي الكبير ، ودافعاً للأنسان العربي للنهوض بأعادة الحقوق التاريخية المهتضمة . ومنها عربستان السليبة .. موقف للتاريخ ------------------- بحديث خصني به، تحدث الأستاذ علي نعمه الحلو قائلاً .. في عام 1952 كنت طالباً في مدرسة الخورنق في النجف الأشرف ، كان مدرسنا الأستاذ صبري محمد حسن ، يتحدث عن الدولة العربية في الأندلس، وفي ختام حديثه، قال .. سقطت الدولة العربية في الأندلس. نزل هذا الخبر كالصاعقة على نفسي .. أجهشت بالبكاء حتى لم أسيطر على نشيج نحيبي .. حتى أثار دهشة المدرس والطلاب ، وبانت تساؤلاتهم من بريق عيونهم .. قلت يا أستاذ، أحقاً ما سمعت؟؟؟ .. أعاد الأستاذ صبري . نعم لاوجود للدولة العربية في الأندلس .. ثم سألني بأستغراب .. أتبكي على الأندلس ولا تبكي عربستان التي أحتلها الفرس ؟؟؟ ... أتبكي على الأندلس ولا تبكي على الأسكندرونه التي أستولى عليها الأتراك ؟؟؟ .. أوليست فلسطين أحق بالبكاء وهي الأجدر بالتحرير من براثن اليهود الصهاينة ؟؟؟ ... نزلت هذه الكلمات الصادقة كالزلزال على كياني !!! ... عندها قررت البحث في شأن الأحواز ، وهو الجزء السليب من الوطن العربي الحبيب .. ذهبت إلى المكتبة العامة وطلبت من مديرها أن يعيرني الكتب التي تهتم بهذا الموضوع .. مدير المكتبة العامة أستبشرت أساريره ورفع يدي اليمنى وقبلها ، قائلاً .. يشاء الله أن ترى هذه المنطقة النور على يديك يابن رسول الله .. وفعلاً تحققت أمنيته.. يؤكد السيد علي نعمه الحلو.. في هذا المضمار أشرقت أنوار أصداراتي. ففي عام 1965 . كان أول نتاجاتي عن الأحواز العربية . ثم تعاقبت الأصدارات لتكون مصدراً معتبراً لطلبة الدراسات العليا. ساعدت 25 طالب ماجستير ودكتوراه في عموم الوطن العربي ، منها العراق -- السعوديه -- مصر -- المغرب -- البحرين .. ولا زالت أصداراتي محط أهتمام الباحثين ...
اعطوه الف الف: برامكة الكهرباء الجدد (المهندس ابو امير الزيدي)
اعطوه الف الف: برامكة الكهرباء الجدد (المهندس ابو امير الزيدي)
ملحق وخاتمة الجزء الاول عراق بلا غاز -ونحن نستعد لكتابة الحلقة الثانية في هذه السلسلة عن ازمة الكهرباء في العراق وردتنا بعض التعليقات والردود بعضها يشكك والبعض الاخر يتمسك بعروة الدفاع الكلاسيكي فيهتف انها نظرية المؤامرة !! وعملا بمقولة عندما تصطدم الاراء تبرق الحقيقة اود هنا ان اضيف التوضيحات التالية: -اولا- نحن لا ندعو هنا ابدا الى تقوقع العراق او نشر ستار حديدي بيننا وبين جارتنا ايران وكفانا الاستاذ سعد الله الفتحي مشقة التوضيح هنا عندما اوضح في مقاله المنشور في جريدة غلف نيوز بتاريخ شباط 22 الماضي فكتب " طبعا انا لست ضد استيراد الغاز الايراني ان اقتضت الحاجة ولكني اعجزعن فهم كيف يكون هذا الامر اسهل من خيار الاسراع في تنفيذ برنامج اعادة تنشيط البنى التحتية الغازية للعراق والتوقف عن الحرق وذلك باضافة بضع وحدات معالجة والتي يجب اضاقتها في كل الاحوال " -ثانيا- ترحب اكثر الدول عادة بعلاقات الترانزيت النفطية والغازية لما تدره من منافع اقتصادية واستراتيجية ,ولا يشذ العراق او سوريا عن هذه القاعدة, تركيا مثلا كونت لنفسها مركزا استراتيجيا في مجال الطاقة من خلال عبور الانابيب لاراضيها من العراق او اسيا الوسطى, ولكننا نفهم ان هذه العلاقات تقام على اسس اتفاقيات تجارية صريحة وشفافة واحترام متبادل, وليس عن طرق الهيمنة والتحايل وسفك الدماء وتطهير مسالك المرور طائفيا او عرقيا او سياسيا, هذه تصبح بلطجة كولونيالية مهما حاولت ان تتسربل بالمقدسات المبهمة . -ثالثا- ان ظاهرة التمدد الغازي هذه تقترب من الظواهر الكولونيالية الكلاسيكية بل اسوأ . كبار مناهضي الكولونيالية امثال ادوارد سعيد او طارق علي استحضروا ظاهرة بانغلادش التي كانت اكثر تطورا ورقيا في صناعات النسيج حتى من مثيلاتها البريطانية المشهورة لكن الغزو الكولونيالي البريطاني تطلب سحق صناعة النسيج البنغالية هذه فتم سحقها بالكامل. -لماذا تبدو ظاهرتنا اسوأ ؟ لانه بالاضافة الى سحق صناعة الغاز العراقية توجب على العراق ان يمول امتدادات اذرع الغاز الايرانية, انهم يدرجونها هكذا علنا حتى في الدعوة للعطاءات!, فيصرح المدير العام للشركة الايرانية الهندسية لتطوير الغاز السيد علي غريبي : " ستدعو الجكومة مستثمري القطاع الخاص لتقديم عروضهم لبناء خط الانابيب ومحطات الضغط قريبا جدا , تقديرنا للكلفة انها تقارب 1500 مليون دولار وان الاستثمار المالي اللازم سيتم استرداده بالكامل من دفوعات العراق لاثمان الغاز " - وكالة الانباء الايرانية . - ونسـأل, طيب يا سيد غريبي واذا لم يشتر العراق غازكم, فكيف ستمول المشروع؟ ربما سيعتبر السيد غريبي هذا السؤال بلاهة شديدة لكنه لن يهمله بل سيحتاط له بدهاء تاجر البازار وسينادي عفاريته الى مواقعهم ان عليكم بالغاز العراقي . وماذا عن الكهرباء والمولدات والناس تحت لهيب اصياف حارقة؟ هل سنشغلها بوقود اخر لحين توفر الغاز ؟ كما يقول صانعيها, ستجيب عفاريت غريبي هذه كذلك عليها ان تنتظر الغاز وليس لديكم غاز. -اذن هناك نباهة في بلاهة القول "المحطات هذه تشتغل على الغاز والعراق ليس لديه غاز" . انتهى الملحق عودة الى: اعطوه الف الف: برامكة الكهرباء الجدد عندما يراجع المرء ما يتوفر من اصدارات في الانترنيت عن الكهرباء وعقوده يصاب بالذهول , كم هائل من العقود افخمها يمنح بشكل غير معهود في العالم وعلى شاكلة اعطوه الف الف, سنحاول ان نقوم بالتمرين الكئيب باحصاء اجمالي الطاقة الكهربائية المفترض انه تم التعاقد عليها. ومع هذا الكم والمبالغ الهائلة للتعاقدات نفهم تصريح اطلقه مستشيخ احد الكتل "السياسية" العراقية خلف العليان – باعتبار ان وزارة الكهرباء هي من "حصة " كتلته - يقول الخلف هذا بدون خجل : " عرض علي مليوني دولار عربون مقدم يتبعها دفعات بمليون دولار شهريا لكي اسمي وزيرا للكهرباء"!! (من عراق بزنس نيوز.......) ونفهم كذلك تفسير النشرية للصراعات على الوزارة : "لانها غنية بالعقود" الملاحظ هنا شيوع منهج معين في العقود, منهج يعتبر ممارسة اجرامية في بعض دول العالم او ممارسة احتيال ونصب في اغلب دول العالم :منهج لا مناقصة و لا منافسة, ولكثرة تكرار الحديث عنه قمنا باختصاره الى اوائل الكلمات واسميناه منهج " لملم" . المدهش ان منهج لملم هذا يسود اكثر في العقود المليارية الكبرى مثل عقود البتروكيميا والغاز ولا يقتصر على عقود الكهرباء مع ان العقود الصغيرة والمتوسطة عادة تتبع النهج الاعتيادي في التنافس حقيقي كان او صوري, لنستعرض بعض هذه العقود: 1- منح المالكي عقدا بمنهج " لملم" وببرمكية يتواضع امامها خلفاء بني العباس لشركة كورية "اس تي اكس " لخمسة وعشرون محطة ديزل متماثلة في دفعة واحدة ,طاقة كل منهما100 ميغاوات ( بمجموع 2500 ميغاوات) وبمبلغ قيل انه يقارب 3 مليار دولار. ويعرف كل متابع لمشاريع الكهرباء ان منتجي هذا النوع من المحطات وبهذه القدرة يعدون بالعشرات في العالم , يكاد لا يخلو بلد اوربي غربي من شركة منتجة -او اكثر- اضافة لامريكا واليابان والصين فلماذا هذه البرمكة وفي عتمة ليل وبجرة قلم ؟ هذه الشركة غير معروف عنها اصلا انتاجا متميزا في هذا النوع من المكائن ,انما عرف عنها انتاج المولدات البحرية للسفن والبواخر. 2- تطوع احد الفهامة من الحكومة واوضح ان الهدف هو خمسين محطة "ومنحنا الشركة الكورية 25 منها فقط واحتفظنا بالباقي لشركة كاتربلار الامريكية"!! العذر اقبح من الفعل. قبل منح الشركة عقدا يتم ابلاغها ,جهارا نهارا ان "حقكم" محفوظ على منهج لملم. 3- لا ندري لحد اليوم مصير العقدين ,لكننا ندري ان المدير العام للشركة الكورية ادين لاحقا بتهم اختلاسات وتجاوزات مالية ويمضي حكما بالسجن 7 سنوات. 4-سيدة كندية , تسجل "شركة" لا وجود لها الا في كوخ ريفي نائي تسكنه ,تمنح عقدا بقيمة 1200 مليون دولار, بمنهج لملم طبعا , لتجهيز محطات لم يتضح عددها ولا طاقاتها ولكن اغلب الظن انها لعشر محطات ديزل بسعة اجمالية 1000 ميغاوات. (كادت الصفقة ان تتم لولا مبادرة شخص عراقي مقيم في كندا فضح الموضوع على النت) 5- "شركة" المانية اشهرت افلاسها وليس لديها مكتب معروف تمنح عقدا بقيمة 623 مليون دولار وبمنهج لملم لتجهيز يماثل تجهيز الكوخ الريفي الكندي اعلاه . 6- عندما تفجرت فضيحتي الكوخ الكندي والمفلس الالماني استعرهرج ومرج بين كبار البرامكة وصغارهم وتلاسنوا وتنابزوا بصفاقة مقرفة, كل كتلة تحمي لصوصها وتتهم لصوص الكتل الاخرى,.وانتهت الزفة بالاطاحة بالوزير شلال, واعادة تعيين الدكتور شهرستاني الى منصب وزير الكهرباء اضافة لمنصبه . واتسع عرشه ليشمل النفط والغاز والكهرباء ,اي كل مفاصل الطاقة. وبعيدا عن اوحال هذه الفضيحة, نؤشر الى بعض خباياها فقط التي تجنبها كل المتنابزين. -تتمتع الشركة الالمانية المفلسة بدعم من مجموعة لبنانية تدعى مجموعة صقر وربما هي المالك الحقيقي لها . كما حظت هذه الشركة بضمانات مصرفية من بنك الجلبي حينها البنك التجاري العراقي. -الكادر الوحيد للكوخ الكندي هو شخص من اصل عراقي يعمل في امور الهجرة لكندا وله حضور في مطابخ الصفقات في الاردن ويدعى مهند سمارة. واجرى صحفي كندي مشهور في تحريانه لقاءا معه بعد الفضيحة. -حصل لغط ان البرلمان سيخضع الدكتور شهرستاني لمساءلة لم ندري ان تمت لكن البرلماني عدي عواد صرح " بان شهرستاني خاطب وزارة الكهرباء رسميا بانه بحث الشركتين الكندية والالمانية في الانترنت وتأكد له صلاحيتهما للتعاقد "!! عقود مليارية ببحث انترنت ! هل حقا هذا قول العلامة حامل وسام الملكة الهولندية الرفيع ؟ - (وهنا نتلمس بروز نسق متجانس لظاهرة "الشركات" الوهمية ومن يختص في اكتشافها ,حيث تم تعاقد مماثل مع "شركة" سويسرية لتجهيز مصفى كبير في محافظة ميسان وبقيمة تجاوزت 6 مليارات دولار وتم فضح الموضوع بهمة ومثابرة عراقي غيور هوالدكتور مثنى كبة المقيم في سويسرا في مقالات له منشورة على الانترنيت). ثلاث ظواهر متشابهة قاسمها المشترك انها جميعا تسبح في فلك شخص واحد . 7- عقد كبير مع شركة جنرال اليكتريك الامريكية ,واخر مع شركة سيمنز الالمانية بمنهج لملم لتجهيز طوربينات غازية مع مولداتها ,بطاقة اجمالية 10300 ميغاوات. لا نشكك هنا في الريادة التكنولوجية لهاتين الشركتين لكن الاصرارعلى منهج لملم مثير للدهشة والفضول. فما هي بالضبط حدود التزامات التجهيز؟ وماذا عن صحة قول المالكي ان الطوربينات لا تعمل الا بالغاز؟ الشركة نفسها في وصفها للطوربينات تكذب كلام المالكي وتقول انها تعمل بانواع وقود مختلفة Multi Fuel. 9-كم هي الكلفة الحقيقية؟ لا ندري يقينا! هنا تتضارب الاخبار,فشركة جنرال الكترك مثلا تقول 3 مليار دولار ويقول بعض الصحفيين الامريكيين ان الرقم الحقيقي اعلى بكثير لكن الشركة تتكتم عليه لان القوانيين الامريكية تغرم وتعاقب الراشي والمرتشي!! وسارع بعضهم ,في امريكا , لفتح مواقع تواصل اجتماعي بعنوان كم هو السعر الحقيقي لعقد جنرال اليكتريك؟ ووثقوا تصريحا لوزير الكهرباء العراقي حينها السيد كريم وحيد ان قيمة العقد هي 7 مليار دولار !! من يهتم زائد او ناقص مليار ؟؟ 9-لنراجع حساباتنا لحد الان, كم هو مجموع الطاقة المتعاقد عليها اعلاه ؟ ولنقتصر على اعلاه فقط اي نهمل كل انتاج اخر متوفر حاليا او عقود اخرى لم نصلها بعد , حساب بسيط نتيجته: = 16800 ميغاوات. ويقال ان عقل الانسان يستوعب المقارنات افضل من الارقام الباردة الصماء, فلنجري بعض المقارنات هذا الرقم يعادل ضعف انتاج الجزائر من الكهرياء ويقارب كامل انتاج كازاخستان مثلا او بلجيكا او الجيك, وذلك حسب الارقام المنشورة لوكالة الطاقة الدولية EIA على موقعها . اذن نحن ننظر الى كمية من تعاقدات الكهرباء بذلت شعوب اخرى الغالي والنفيس للوصول الى نصف مقدارها . تعاقدات نصفها اختفى في شقوق الارض ونصفها الاخر ممنوع من النصب او متاخر في النصب او يصدأ في مخازن وسراديب . اذن نحن لا ننظر الى وزارة فاسدة وامتداداتها السياسية , نحن ننظر الى مزبلة نمت فيها الفطريات وترعى فيها ضباعا تغلف انيابها بالاساطير المقدسة ويحف بها كهنوت يتلو ترانيم لها , وذلك للامعان والتلذذ في اذى طرائدها. يتبع
الصرخي الحسني يحطم صنمية الحوزة بفأس العلم والدليل(ضياء الراضي)
الصرخي الحسني يحطم صنمية الحوزة بفأس العلم والدليل(ضياء الراضي)
تعد شخصية المرجع الصرخي فريدة من نوعها بكل السمات الحميدة التي اظهرها للامة من خلال منهجه القويم الذي يسير به في المجتمع ليجعل من شخصه الكريم المحور الذي يستقطب الخيرين واصحاب النفوس الراقية والقلوب الطيبة فمن خلال هذه السلوكيات الاخلاقية والقلوب النقية والمُثل الأخلاقية العليا كسر حاجز بني لمئات السنين بين المجتمع وما يسمى بالقيادة الحوزية وجعلوا من الحوزة كهنوتا وكيانا مستقلا لا يمكن لأي احدا الوصول أليه بطريقة أو اخرى من أجل التغطية على ما وراء ذلك وسيرا على نهج المعابد وسلوك الكهنة وعباد المناصب بالتغرير واستغلال السذج من الامة جعلوا لهم هالة أعلامية مبطنة النوايا وقداسة وهمية حتى يمرر الكثير من المخططات التي جعلت من الامة الاسلامية تعيش حالة الشتات والفرقة والتصارع الذي راح ضحيتة ابناء الامة بين مقتول ومهجر ومطارد واخر يعيش حالة الضنك والعوز والأهمال المتعمد ناهيك عن الآلاف من المعتقلين الذين يرزحون في غياهب سجون حكومة نظام المالكي السابق ولازالوا في غياهب السجون المظلمة لا لجرم او ذنب لكونهم لم يسيروا مع نهج هذه المؤسسة الكهنوتية فتصدى المرجع الصرخي ومن الوهلة الاولى التي تحمل اعباء هذه المسؤولية الاخلاقية والشرعية ليجعل من نفسه الكريمة نبراسا لأبناء الامة وناصحا ومرشدا بعد ان عاش معهم الاب والاخ والصديق والاستاذ والمعلم والطالب الذي يسمع الاراء والافكار ويشاركهم محنهم ومشاكلهم ويواسيهم بعزائهم ويفرح بأفراح ليكون لهم الملاذ الآمن والحصن الحصين المنيع كاسر ذلك الحاجز الذي أسسه ارباب المعابد وعباد المناصب لينال المرجع الصرخي حب المخلصين واصبح نبراس الاحرار والثائرين الذي رفضوا العبودبة والإنصياع الأعمى لتلك الشخصيات التي جثمت على كرسي القرار ومن تصرف بمقدرات الامة وهذا وقد اكد المرجع الصرخي هذا النهج ووضحه خلال اللقاء التلفزيوني عبر قناة التغيير الفضائية في برنامج عمق الخبر حيث قال المرجع الصرخي لعبنا الكرة وقدمنا الشاي وطهوت الطعام وجلست في حلقة الدرس وحضرت مجالس العزاء مع الاخوة والاحبة والابناء المخلصين كاسر ذلك الطوق حتى ليكون حاجز بين المربي وابنائه وتعد هذه الصفات النبيلة والاخلاق الرفيعة هذا ما نقرئه ونسمعه عن ال بيت العصمة وجدهم الخاتم المصطفى كيف كانوا يعيشوا ويتعايشوا مع الامة وكيف يواسوهم وكيف يوضحوا لهم المنهجية التي يجب السير عليها حتى يحصل المجتمع الاسلامي المتكامل الذي به تتم النعمة وتعم المعمورة بالدين الاسلامي ليس ما يحصل الان من هجرة جماعية الى بلاد الكفر تاركين البلدان الاسلامية للجور الذي حل بهم والحيف والظلم.
من دونها... االنتفاضة العراقية في خطر
من دونها... االنتفاضة العراقية في خطر
(أ.عوني القلمجي) من غير مقدمات، او الدخول في مناقشات مملة، سنطرق الحديد وهو حار. فمن يراهن على حيدر العبادي بتحقيق اصالحات ذات قيمة، أو تعيد للناس ابسط متطلبات حياتهم الضرورية، كالماء والكهرباء، فهو في ظالل مبين. ليس العبادي وحده العاجز عن فعل ذلك، وانما ايضا جميع عتاولة المنطقة الخضراء، السابقون منهم والالحقون، كونهم جميعا ادوات في يد االجنبي، وعلى وجه التحديد امريكا وماللي طهران. بمعنى اخر اكثر وضوحا، فان حكومة العبادي، والحكومات السابقة قد حصرت مهامها في تدمير العراق واهله،وليس في بنائه وتقدمه. وقد اثبتت سنوات االحتالل العجاف هذه الحقيقة الدامغة. ومع ذلك، فان هذه االصالحات، باالضافة الى كونها شكلية، فهي ليست سوى محاولة بائسة القناع الناس المنتفضة بالعودة الى بيوتهم، وليس كما صورها البعض بانها البوابة التي تؤدي الى الجنة التي "تفيض لبنا وعسال". فاقالة نواب لرئيس الجمهورية، او رئيس الوزراء، او عمل "ريجيم" للحكومة، او تقليل حمايات، او تخفيض رواتب، لن توفر، حسب احصائية الحكومة، سوى مئات الماليين من الدوالرات، وهذه ال تعادل نفقات قادة االحزاب الحاكمة لمدة شهر واحد. ومعلوم ان الحكومات السابقة قد تجاوزت وارداتها خالل السنين الماضية اكثر من ترليون دوالر، ومع ذلك لم تكلف نفسها ببناء محطة كهرباء فاعلة، او توفر ماء صالح للشرب، او حتى بناء مدرسة او شارع. لو توقفت مهزلة اصالحات العبادي عند هذا الحد لهان االمر، ومنينا النفس بانتظار اصالحات اخرى،لكن المصيبة تكمن بان العبادي لم يلجأ الى هذه االصالحات كمقدمة النهاء معاناة الشعب العراقي، وانما لجأ اليها بسبب عجزه عن استخدام القوة العسكرية النهاء االنتفاضة. ومرد هذا العجز يعود الى فقدان العبادي اي مبرر، او حتى ذريعة واهية الستخدام القوة، كالتي امتلكها المالكي ضد االنتفاضات التي قامت بعهده، بصرف النظر عن عدم مشروعيتها. فعلى سبيل المثال ال الحصر، فان العبادي ال يستطيع اتهام االنتفاضة بانها تمثل اجندات خارجية، الن االنتفاضة قامت على اكتاف الناس في المدن الجنوبية، وهم اهله ومن مذهبه بلغة االحتالل الدارجة، وهو ال يستطيع وصف االنتفاضة بالوهابية او التكفيرية او الداعشية، كونها نالت تاييد المرجعية الدينية، بصرف النظر اذا كانت مجبرة او مختارة، وشعارات االنتفاضة جسدت الوحدة الوطنية تحت راية العلم العراقي. وبالتالي ال يمكنه وصفها باحفاد معاوية او ابنه يزيد. واالنتفاضة ليس لديها مخيمات في الصحراء حتى تتهم بانها مقرات لتنظيم القاعدة ومخابيء للسالح. اما اذا تجرأ العبادي وتجاوز كل هذه المبررات واعتبرها غير ضرورية لقمع االنتفاضة، فانه سيصطدم بجدار االنتفاضة المحصن. فهي، رغم فترتها الزمنية القصيرة، قد شكلت ظاهرة نضالية متميزة لدى الجماهير، وفجرت كل االمكانات الثورية واالبداعية لديهم، واظهرت وحدة الشعب العراقي باجمل صورها، بعد ان دنسها المرتزقة واصحاب النفوس الضعيفة، كما اثبتت والء الفرد العراقي للوطن وليس للطائفة او العرق او الدين او الحزب. ليس هذا فحسب، وانما اصبح لدى الناس االستعداد للدفاع عن حقوقهم المشروعة مهما كانت التضحيات. باختصار شديد جدا جدا جدا، لو كان بامكان العبادي استخدام القوة العسكرية ضد االنتفاضة في جمعتها االولى لفعلها دون تردد ليفوز برضى مراجعه المحلية واالجنبية. هل يعني ذلك استبعاد حكومة العبادي لخيار القوة العسكرية نهائيا، والسير باتجاه تلبية مطالب االنتفاضة؟ ام انه لن يستسلم وسيعمل على خلق المبررات والظروف المالئمة، التي تمكنه من استخدام القوة العسكرية في الوقت المناسب؟. بعبارة اخرى، هل من مصلحة حكومة العبادي تحقيق مطالب االنتفاضة؟ ام استخدام القوة ضدها؟. لكي ال نزعج مرتزقة واحباب "القائد المنتظر" حيدر العبادي، والذين كانوا باالمس القريب مرتزقة واحباب "مختار العصر" نوري المالكي، سنعتبر حكومة العبادي مستقلة ومنتخبة وال سلطان الحد عليها، وهذا يفرض عليها الدفاع عن شرعية وجودها، شانها شان كل الحكومات في عالمنا العربي التي تعتبر نفسها كذلك. والدفاع عن النفس يقتضي بالضرورة صد كل خطر محدق بها. ومطالب االنتفاضة المعلنة لحد االن، في حال القبول بها، ستشكل خطرا جسيما عليها، اليس كذلك؟، واال ماذا يعني مطلب محاسبة كل مفسد، واعضاء الحكومة والبرلمان كلهم مفسدين؟ كيف تقبل الحكومة بتطهير القضاء، وهو غطائهم والمتستر عليهم؟ وكيف توافق الحكومة بدولة مدنية علمانية تحقق العدالة االجتماعية واعضاءها تقاسموا المناصب على اسس طائفية وعرقية؟ وكيف ترتضي بفصل الدين عن الدولة، واالحزاب الحاكمة كلها تتبرقع بعباءة الدين؟ اليست هذه المطالب كافية الن تؤدي بالضرورة الى اسقاط الحكومة وبرلمانها وعمليتها السياسية برمتها؟. اذا كان هذا االستنتاج صحيحا، فان خيار استخدام القوة هو الذي سيجري عليه العمل من قبل الحكومة النقاذ نفسها من السقوط. بل ان العمل قد بدا فعال وبقوة، هنا بيت القصيد ومربط الفرس من هذا االستطراد كله. فمكائن واالت انتاج المبررات المطلوبة، تدور على مدار الساعة. فمن جهة وظفت الحكومة اعالمها باتجاه تضخيم االصالحات والنفخ فيها وتلوينها وتزويقها وتجميل قناعها، ليجري الوصول الى النتيجة التالية، اذهبوا الى بيوتكم ودعوا الرجل، او الدكتور، او الحمل الوديع، حيدر العبادي يعمل بهدوء، حيث االصالحات المطلوبة تحتاج الى وقت طويل لتلبيتها، وبعكسه تكون االنتفاضة قد خرجت عن مسارها وباتت تستحق العقاب. من جهة ثانية، بدأ الحديث عن المندسين والمغرضين واعداء العملية السياسية، وتجسيد مخاطرهم على االنتفاضة البريئة، وسرد الروايات عن نجاحهم في اختراق صفوف المنتفضين وحرف توجهاتهم السلمية ودفعهم الى تصعيد مطالبهم وتشجيعهم على خلق الفوضى، االمر الذي يعطي الحق للحكومة في الدفاع عن نفسها باستخدام القوة العسكرية ضد المندسين والمخربين.!! من جهة ثالثة، بدا العزف على ذات االسطوانة المشروخة المتمثلة بالعدو الخارجي، او مقولة الذئب خلف الباب، االمر الذي يتطلب وقف االنتفاضة واالكتفاء بما تحقق تحسبا من صدامات تفسح المجال امام داعش للدخول الى بغداد وكربالء والنجف. بالضبط نفس الذريعة التي استخدمها الحكام العرب السكات شعوبهم. ولكن بمصطلحات اخرى، من قبيل ال صوت يعلوا على صوت المعركة. بالمقابل وعلى الجهة االخرى، اخذ اتباع الحكومة ومنظروها، واقالمها الماجورة، والذين يعيشون على فتات موائدها، بممارسة واجباتهم المعهودة، ولكن باتجاه اخر يكمل ترهات الحكومة. فعلى سبيل المثال ال الحصر، طالب هؤالء المنتفضين باستخدام العقل والحكمة والتحلي بالصبر والقبول بسياسة الخطوة خطوة التي ينتهجها العبادي. البعض االخر راح يدخل الناس في متاهات الشاعة الياس في صفوف المنتفضين، فمنهم من يقول المشكلة ليست باالحتالل او الحكومة، وانما المشكلة في الشعب، يا للعجب. واخر يدعي المشكلة في الدستور،اكتشاف مذهل، واذا لم يتغير كذا وكذا فال فائدة ترتجى، والثالث ينسبها للقضاء، والرابع الى مجلس النواب وهكذا. في حين ان كل هذه المفردات هي اركان اي نظام، وما لم يتغير النظام لن يتغير شيء. يا سادة يا لئام. مهال يا جماعة " ما هو البديل"، قلنا ونقول وقد اثبتت التجارب صحة قولنا، والذي لخصناه مرات عديدة، البديل هو االنتفاضة ثم االنتفاضة ثم االنتفاضة، وال شيء اخر غير االنتفاضة. فلقد جرب العراقيون العملية السياسية، وجربوا االنتخابات، وجربوا االنتظار، وجربوا التوسل واالستجداء وتحملوا وجاعوا ولم يأت الفرج، فعلى العكس من ذلك، فكلما ذهب رئيس او نائب او قاضي اتى االسواء منه، وكلما ترجوا خيرا باالنتخابات القادمة جاءت نتائجها اسوء بكثير من سابقاتها. وكلما ذهب حرامي مختص بسرقة االلوف من الدوالرات، جاء الخلف ليختص بسرقة الماليين، وخلف الخلف اختص بالمليارات، والقائمة بهذا الخصوص طويلة ومؤلمة. االنتفاضة حق مشروع للشعوب ضد الظلم والفساد، سواء كانت سلمية او مسلحة، وهي ليست ابتكارا عراقيا، انها عمل انساني حظي باحترام الدول المتحضرة واقرتها القوانين الوضعية والسماوية، واالنتفاضة ال تعني اطالقا دعوة لالقتتال بين ابناء الشعب، او بين طوائفه وتياراته المختلفة، وانما هي دعوة لنيل المطالب المشروعة للناس، واي اعتراض على هذا الحق هي اعتراضات باطلة، او في احسن االحوال كلمة حق يراد بها باطل، فدماء العراقيين ستظل تسيل بوسائل متعددة في حال استمرار العبادي بالحكم او من يخلفه. والشعب العراقي ليس الوحيد بين شعوب العالم الذي ينال حقوقه بالقوة، خاصة اذا كانت القوة وتكاليفها تعادل عودة الوطن الى اهله وادارته من قبل ابنائه المخلصين وتوظيف ثرواته لصالح اجياله المتتابعة، الم يخبرنا االمام علي ابن ابي طالب رضي هللا عنه حين قال " اني العجب من انسان يجوع وال يسل سيفه." على هذا االساس فانه ال خيار امامنا سوى دعم االنتفاضة واسنادها ومطالبة كل العراقيين وفي جميع المحافظات العراقية ان تهب للمشاركة فيها، وخاصة المحافظات الغريبة التي ان االوان ليزحف اهاليها الى بغداد وتلتقي كل الجموع هناك، ولكي ال تضيع هذه الفرصة التاريخية النقاذ العراق واهله، على المنتفضين رفض المساومات الرخيصة، او المماطلة والتسويف، او الوقوع في فخ االنتظار، الن ذلك يمنح الحكومة التي بيدها عناصر القوة وقتا كافيا لترتيب اوراقها والوقوف على رجلها وشن هجومها على االنتفاضة واستخدامها للسالح بكل انواعه. بمعنى اخر اكثر وضوحا، فان االنتفاضة اذا لم تحسم هذه المماطلة والتسويف، فانها ستواجه نفس المصير المؤسف الذي واجهته االنتفاضات السابقة ال سمح هللا. او تنتهي في احسن االحوال الى القبول باصالحات تافهة ال تقدم وال تؤخر. ولكي نكون اكثر تحديدا فان االنتفاضة مطالبة بالذهاب الى عقر دار الحكومة والبرلمان واجبارهما على اختيار احد امرين، فاما القبول بجميع مطالب االنتفاضة ومحاسبة كل المفسدين والحرامية دون استثناء، او االستقالة ووضع انفسهم تحت امرة حكومة وطنية تقوم بتشكيلها قيادة االنتفاضة التي بامكانها وضع برنامج فعلي القامة الدولة المدنية المنشودة. التاريخ ليس كريما في منح الشعوب فرصها التاريخية 2015/8/26
الثالثة ثابتة: ثورة الشعب السلمية (د. عماد الدين الجبوري)
الثالثة ثابتة: ثورة الشعب السلمية (د. عماد الدين الجبوري)
إن جموع المظاهرات الغفيرة التي إنطلقت يوم الجمعة الموافق 24-7-2015، كانت في ظاهرها حول إنعدام الكهرباء والماء في صيف العراق اللاهب، وفي باطنها إنفجار شعبي هائل ضد تراكمات متفاقمة لثلاث عشرة سنة، وصل فيها المستوى العراقي إلى الدرك الأسفل بين مستويات شعوب المنطقة والعالم. وهكذا سرعان ما أشتعلت شرارة المظاهارت في مراكز المحافظات الوسطى والجنوبية حتى إمتدت إلى معظم أقضيتها ونواحيها، وهي أدلة دامغة على وحدة المعاناة والمآسي التي طالت الجميع، بلا إستثناء، من قِبل الطبقة السياسية الفاسدة والمفسدة التي جاءت من إيران لاهثة خلف بسطال المحتل الأمريكي؛ ودمرت العراق إيما تدمير. إن إستمرار نسق المظاهرات التي تحولت بعضها إلى إعتصامات مفتوحة، كما في البصرة، قد أرعبت السياسيين والإداريين الذين سرقوا قوت الشعب وبددوا ثروات البلد، وبعد منهجية البطش والتشريد التي مارسها نوري المالكي على مدى دورتين من رئاسته لمجلس الوزراء ما بين (2006-2014)، وفراره إلى إيران هرباً من المحاسبة القانونية والشعبية، فإن فوران الهيجان الشعبي المتصاعد في نيل كافة حقوقه التي فرطت بها حكومات الإحتلال المتعاقبة، تدل على بلورة ثورة شعبية سلمية هي الثالثة بعد ثورة 25 شباط/فبراير 2011، التي قدّمت في يومها الأول 26 شهيداً على يد قوات المالكي الدموية؛ وثورة 23 من كانون الأول/ديسمبر 2013، والتي وآظبت في تظاهراتها وإعتصاماتها المدنية لأكثر من عام، تخللتها المجازر التي أرتكبتها "قوات سوات" سيئة الصيت، وغيرها من أذرع المالكي العسكرية الطائفية، منها "مجزرة الحويجة" في محافظة كركوك بتاريخ 23-4-2013، والتي راح ضحيتها نحو 60 شهيداً وعشرات الجرحى؛ ومجزرة "جامع سارية" في بعقوبة مركز محافظة ديالى بتاريخ 17-5-2013، حيث إنهالت رصاصات قناصة "قوات سوات" بإعدام العديد من المصلين الخارجين من الجامع بعد تأديتهم صلاة الجمعة؛ وغيرها من المجازر التي أنهاها المالكي في أوآخر ذلك العام بهجومات فتاكة ضد سرادق الإعتصامات المدنية والحضارية في المحافظات الست الثائرة، فأجبرت العشائر العربية إلى تشكيل مجالسها العسكرية دفاعاً عن أبنائها ومناطقها مما حذى بالعشائر العربية في محافظات الوسط والجنوب أن تشكل أيضاً مجالسها العسكرية تضامناً مع أبناء جلدتهم ضد الظلم والطغيان. وهكذا إنبثق "المجلس السياسي العام لثوار العراق" في 24-1-2014، وتم الإعلان عن تأسيسه بمؤتمر في أسطنبول بتاريخ 4-3-2014؛ حيث يمثل 45 مجلساً عسكرياً عشائرياً متوزعاً في أثنتي عشرة محافظة من جنوب العراق حتى شماله. رغم أن شباب المظاهرات قد أثبتوا وعيهم وإدراكهم سوى بالكلام المتزن عبر القنوات الفضائية وشبكات التواصل الإجتماعي، أو في شعاراتهم الوطنية وأهازيجهم الحماسية ضد طبقة السياسيين الفاسدين والفاشلين، وضد الهيمنة الإيرانية على مقدرات العراق؛ إلا أن قلة الخبرة من ناحية، وما يدبره النظام الإيراني في الخفاء من ناحية أخرى، توجب على جميع القوى الوطنية العراقية المخلصة أن تحيط بالشباب، وتحتاط للهجمة المضادة، سيما وأن الإرهابي قاسم سليماني وصل من طهران إلى بغداد للتخطيط في وأد المظاهرات قبل إستفحالها لمستوى الثورة الشعبية، كما فعل في قيادته للميليشيات الطائفية التي أرتكبت المجازر تلو المجازر في محافظات صلاح الدين والأنبار وبابل وديالى، بحجة مكافحة الإرهاب ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش". إن إرتفاع وتيرة المواجهات بين المتظاهرين وأجهزة الدولة القمعية، من بينها سقوط ثلاثة شهداء في محافظة البصرة، وإستخدام المدافع المائية في كربلاء، وبث البلطجية في ساحة التحرير في بغداد، وغيرها من المناطق في المحافظات الوسطى والجنوبية؛ فضلاً عن المراوغة التي يبيدها حيدر العبادي لإمتصاص غضب الشباب الثائر عبر عملية الإصلاح الترقيعية، فإن منطق الأحداث يدل على أن التصعيد سيزداد أكثر فأكثر، وإن بلورة الثورة الشعبية آخذة بالتكوير أكبر فأكبر؛ وإذا ثورة 25 شباط تم قمعها، وثورة المحافظات الست تم تبديدها، فإن هذه المرة قد تختلف كونها إنطلقت من محافظات ظنت إيران وأذنابها بالمنطقة الخضراء بأن تسويق فكرة "المظلومية" و"البيت الشيعي" و"وحدة المذهب" وغيرها من الأفكار قد إنطلت ورسخت في عقول ونفوس العرب الشيعة. وبأخذ عينة واحدة وتحليلها عقلياً ونفسياً ومنطقياً، ندرك مدى الظن الخاطئ لدى الصفويون الجُدد الحاكمين في إيران وإمعاتهم المتسلطين في العراق؛ فعندما يصرخ الشباب الكربلائيين مرددين عالياً: "طهران بره بره كربلاء تبقى حرة"، فهي دالة قاطعة على مدى العمق المترسخ والأصيل في عقول ونفوس الشباب بالولاء لوطنهم ولعروبتهم، والمفروض أن أولئك الشباب قد إنصقلوا بالطراز الصفوي كونهم قد ترعرعوا في ظل الحُكم الشيعي، كما يزعم الطائفيون في "حزب الدعوة الإسلامية" و"المجلس الأعلى الإسلامي" و"منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق" وغيرها من الأذرع الأخطبوطية الطائفية المرتبطة بالنظام الصفوي الإيراني. ولكن خاب ظنهم وذاب أملهم. في الواقع ليس أمام الشباب الثائر اليوم إلا التصعيد، فالحرية والكرامة وتحقيق المطالب الشرعية والمشروعة لا تأتي عبر الإكتفاء بالأقوال والهتافات واليافطات المرفوعة، بل تؤخذ بالأفعال والتفعيل من مرحلة المظاهرات إلى مرحلة الإعتصامات وصولاً إلى الثورة الشعبية التي تزيح فيها هذه الطبقة السياسية الفاسدة والمجرمة بحق العراق وأهله، وتسقط نهائياً هذه العملية السياسية البائسة والسقيمة المتمخضة من المحتل الأمريكي والمتمركز فيها مطايا النظام الإيراني. وبالتالي يستعيد العراق هويته الوطنية الحقة، ودوره العربي المطلوب، ومنزلته الإقليمية والدولية الواجبة، كما كان منذ تأسيس دولته الحديثة في العام 1921. ولكي لا يُفهم قولنا على إنه تحريض بدفع الشباب إلى أتون المحرقة، لكن شواهد التاريخ الصفوي الدموي مع العراق من جهة، وطبيعة تطور الأحداث بين المظاهرات وحكومة بغداد الموالية لإيران من جهة أخرى؛ علاوة على تحرك النظام الإيراني العاجل سوى في إستدعاء قادة الميليشيات من بغداد، أو في إيواء المالكي، أو التصريحات الوقحة ضد الشباب المتظاهريين، رئيس أركان الجيش الإيراني حسن فيروز آبادي نموذجاً، نستدل منها على أن النظام الإيراني يعمل سريعاً على إحتواء هدير المظاهرات المتنامي، وبما أن الشباب وآعيين حيث رفضوا تسيس المظاهرات من قِبل المشتركين بالعملية السياسية، ولم ينخدعوا بأية دعاية أو حل جزئي، ولم يخشوا التهديدات الميليشية المتوالية، كما وأن بعض الضباط من الجيش والشرطة نوهوا بأنهم لن يطلقوا النيران على أبنائهم المتظاهرين، فكل هذه الأخطار المرتقبة ستؤدي إلى مواجهة حتمية تسيل فيها الدماء، ولقد فعلها نوري المالكي جهاراً نهاراً، أسوة بما فعله أسياده في النظام الإيراني ضد الشعوب بمظاهرات عام 2011. تُرى هل سيتمكن النظام الإيراني وأتباعه في بغداد من دحر المظاهرات عنوة، كما فعلوها سابقاً؟ أم أن الثالثة ثابتة كما يُقال عن التجارب والحوادث، وينجح الشباب الثائر ومن رائهم من الرجال والنساء الوطنيين من تحقيق ما كانت ترنو إليه ثورة 25 شباط، والمحافظات الست الثائرة. بمعنى إن "ثورة العشرين" 1920 التي إنفجرت شرارتها في الجنوب ونقلت العراق إلى تاريخ سياسي جديد، هل بوادرها بدأت في 2015؟ إن الجواب على السؤال أعلاه يكمن في النظرية الإجتماعية لأبن خلدون (732-808 ه/ 1332-1406 م) والتي أعتمدها العِلم الحديث، ينص أبن خلدون في نظريته قائلاً: أن الوقائع والأحداث التي تجري في الزمن الحاضر، والتي لها ما يشابهها من الأحداث والوقائع في الزمن الماضي وفي نفس المكان، فإنه يمكننا أن نتنبأ بمستقبلها. وهذا التنبوء العلمي بالمستقبل قد أخذ به عِلم الاجتماع الحديث. من هنا يمكننا أن نأخذ بالمسببات التي جرت في وقائع وحوادث ثورة العشرين تجاه المحتل البريطاني، ونقارنها مع المسببات الجارية منذ مطلع 2012 حيث الإحتلال السياسي الإيراني بعد إندحار الإحتلال العسكري الأمريكي (2003-2011) على أيدي أبطال المقاومة العراقية الباسلة، فإن رفض المحافظات الجنوبية والوسطى للوجود الإيراني بذريعة "وحدة المذهب" أو غيرها من الإفكار والمفاهيم التي تتستر فيها العمائم الحاكمة في طهران، فإن فتيل المواجهة قد إشتعل، وكما جرى للمحتل البريطاني سيجري للمحتل الإيراني، فالعراق لا يحكمه إلا أبنائه الإصلاء، وإذا أستطاعة الأمبراطورية البريطانية لبرهة من الزمن أن تلتف حول ثورة العشرين بإقامة ملكية هاشمية في العراق، فإن إيران لا تملك شيئاً للإلتفاف عليه، حيث أن الثلاث عشرة سنة الماضية قد تكشفت فيها عورات النظام الإيراني ولم تعد له خافية على أحد. وبذا فإن التخلص من براثن ومخالب المحتل الإيراني المنتشرة في أجهزة الدولة العسكرية والشرطية والأمنية، وإستفحاله للدور الميليشي الطائفي، وإنتشاره عبر الجمعيات والشركات المتنوعة المسميات، تتطلب ثورة إمتداد جنوبية تتصل بثورتي 25 شباط، والمحافظات الست الثائرة، لكي تنقل العراق إلى تاريخ جديد يرتبط بشموخه وأمجاده؛ وإن منطق أبن خلدون يدل على ذلك، قولوا: اللهم آمين يا رب العالمين.
الظالم والمظلوم ... مقارنه لابد منها بها (إياد الزاملي)
الظالم والمظلوم ... مقارنه لابد منها بها (إياد الزاملي)
كتابات- نحن أبناء الطائفة الحاكمة الممسكة بالسلطة والمال الآن، علينا نكون صرحاء ونعترف أمام أنفسنا والتاريخ، دون خوف أو رهبة أو وجل، ونقارن بجرأة بعيدا عن اتهامنا بالارتداد، أو الإملاء بين عهد حكم الظالم، وعهد حكم المظلوم، نحن اضطررننا إلى المقارنة التي ستستفز البعض، وربما الأكثر لأنهم يرونها مقارنة ظالمة مجحفة، لكنها في الحقيقة مقارنة واقعية.. كما أسلفنا، علينا التحلي بالشجاعة، ونقيم أداءنا نحن أبناء هذه الطائفة التي حكمت البلاد على مدى عشرة أعوام، والتي كان يحركها مشاعر الحقد والانتقام من تاريخ موغل في القدم، ومن إتباع هذا التاريخ حتى أدى ذلك إلى شروخ وجروح غائرة في نفوس أبناء الشعب الواحد، من الصعب التئامها دون إجراء هذه المصارحة بيننا، نحن أبناء هذه الطائفة... علينا الاعتراف إننا فشلنا فشلا ذريعا في إدارة وتنمية البلاد لأننا كنا طلاب سلطة وانتقام، وتركنا غريزة الحقد والكراهية هي التي تتحكم بنا، وبأسلوب إدارتنا للدولة، حتى أدى ذلك إلى تراجع شعورنا وانتمائنا الوطني...! ومظلوميتنا المدعاة كانت حائلا وحاجزا نفسيا منعنا من التواصل مع أبناء وطننا الذين شاركونا العيش على هذه الأرض منذ آلاف السنين. التاسع من نيسان عام 2003 كان تاريخا فارقا، ومازال لنا نحن أبناء هذه الطائفة الحاكمة، فقد قدم لنا الأمريكان الدولة العراقية على طبق من ذهب، وقالوا لنا تعالوا امسكوا بها بعد أن أزالوا كل تاريخ ومخلفات وما شيدته الدولة العراقية السابقة، فتسارعنا إلى هذا الطبق كالنمل الذي يتصارع على بقعة من العسل...! ولأننا ظُلمنا كما ندعي على مدى 1400 عام فنحن أولى من الآخرين ببقعة العسل هذه، دون إدراك منا إننا لن نهنأ بها أبدا، وسندفع يوما ثمن تدافعنا عليها... ولأننا أكثرية حسب مقاسات الطائفة، وليس بقياسات الوطن، والأشد من وقع عليه الظلم - كما ندعي - فنحن الأحق بإدارة الدولة، وحكم البلاد، ولأن الحقد يحركنا والكراهية تدفعنا إلى التمسك بالسلطة، والتدافع عليها بحجة (الديمقراطية)، كانت لنا أول سُنة سيئة في وضع أسس الدولة الجديدة، وهي المحاصصة، ليست هذه أول جريمة نقترفها بحق الوطن فحسب، بل هناك جريمة أخرى اشد وأقسى عندما دفعتنا غريزة الانتقام إلى اجتثاث الملايين من أبناء الوطن من إدارة مؤسسات الدولة، وقطع أعناقها (اقصد أرزاقها) بحجة أنهم من أتباع الظالم، ونسى المظلوم انه بذلك قد وضع قدمه على أول درجة من سُلم الظالم... وتوالت جرائمنا بحق الوطن، وبدأنا نفكك الدولة بحجة التوازن، حتى وصلت قيادة مؤسساتها إلى الرعاة تقودها وتديرها.. فأصبح التزوير، والفساد، وتبديد ثروات البلاد، وسرقة المال العام، وتدمير مؤسسات الدولة التعليمية، والخدمية، والإنتاجية، عناوين صارخة لهذه الإدارة الفاشلة، تدفعنا إليها غريزة الانتقام من الظالم، وإذا بنا ننتقم من أنفسنا ومن الوطن... الظالم مهما نعتناه فهو ظالم، إلا أننا كنا نقرأ في صحف ذاك الزمان، ونتذكر ما حققه، وما أنجزه، وما شيده ذاك الظالم في ميزانية هي الربع من ميزانية حكم المظلوم، هذا يعني إن الظالم ذاك لم يكُ فاسدا قط، لكننا على يقين تام إن المظلوم أصبح فاسدا، ومنتقما، وكارها لوطنه، لأن ليس حريصا على بنائه وتشييده... نذكر إن عهد ذاك الظالم كانت سجونه مليئة بالمظلومين، إلا أن شوارعه كانت زاهية، سالمة، سعيدة، نظيفة.. أما عهد المظلوم، فسجونه مليئة بالمظلومين أيضا، لكن شوارعه حزينة، مظلمة، يسكنها الموت... نذكر في عهد ذاك الظالم، كيف كانت نساؤنا جميلة وحبيباتنا سعيدة، نلتقيها وقتما نريد ونشاء.. أما في عهد المظلوم، نساؤنا بائسة الوجوه، تعيسة، يغطيها السواد من قمة رأسها إلى أخمص قدميها... نذكر في عهد ذاك الظالم مهرجاناته، واحتفالاته الكثيرة، ليست تلك التي كانت تمجد باسمه بل تلك التي كانت بغداد تزهو بها في خريف وشتاء وربيع من كل عام.. أما في عهد المظلوم، فلن نجد غير احتفالات الحزن واللطم والبكاء، وسفك الدماء على واقعة لا تعنينا، لكن المظلوم أرادها أن تكون احتفاله اليومي.. يفرضه علينا... الظالم كان يخشى أعداء الخارج، فشيد لنا وطنا قويا مهابا لن يستطع احد اختراقه.. أما المظلوم ترتعـد فرائصه من أعداء الداخل، فراح يبحث عن حماة له من الخارج، حتى أصبحنا وطنا مستباحا لا هيبة ولا سيادة له... المقارنة تطول.. لكننا هنا، هل ظلمنا الظالم.. أم ظلمنا المظلوم...!؟.. ولأن الظالم رحل إلى غير رجعة، ولن يعنينا أمره، وكي لا يستمر المظلوم في بكائه الكاذب، وتدمير البلاد، علينا أن نقف نحن أبناء الطائفة الحاكمة، ونعترف أننا فشلنا، وإن المظلوم لم يكُن أهلا للحكم، بل لفسد الحكم.. والبحث عن أسوياء لا تحركهم عقد الكراهية، والحقد والانتقام في حكم البلاد، هذا إن أردنا لوطننا النهوض من كبوته.
البحر لم يعد صامتاً (د. ضرغام الدباغ)
البحر لم يعد صامتاً (د. ضرغام الدباغ)
فيركور وإيليا أهرنبرغ وإيفان آيفوزوفسكي والأنتفاضة العراقية : الصمت لم يعد ممكناً كتب لي صديق يسألني عن محرك الجماهير في انتفاضة شعبنا العراقي، يتساءل من حرك هذا البحر، وهو يعتقد أن للقوى السوداء نفسها يد فيها، فأجبته أن البحر لم يكن راكد يوماً، وهذه الظاهرة الجديدة هي انتفاضة الأغلبية الصامتة التي تعلن بصوت مدو : الصمت لم يعد ممكناً ... الجماهير عندما تنتفض وتنقض على الساحل بكل ما في البحر من كنوز وغذاء، ولكن أيضاً طحالب ومن قناني بلاستك فارغة ومخلفات غوارق ومهملات جاء بها وقذفها إلى بحرنا الجميل من لا يتصف بالنظافة، فلا عجب فالبحر يحتوي على كل شيئ، والانتفاضة ليست أنقلاباً عسكرياً يبدأ وينتهي ببيان رقم واحد، الانتفاضة تحدث تراكماً بطيئاً، تجذب الناس إلى غمارها، تطرد من بين صفوفها المندسين والعملاء، والاحتياطي الطابور الخامس من الخونة والمخبرين، وتفرز قادة لم نكن نعرفهم، يطور شعاراته، ويقبل بكرم من يلتحق به، أفراداً وحركات، الانتفاضة هي كالبحر في أول زمجرته، قد يراها البعض مبكراً ممن يتمتع بقوة البصر والبصيرة، ويراها البعض وقد أقتربت من الساحل وأصبح انقضاضه وشيكاً، وقد تحولت العاصفة إلى إعصار، وهناك من يعاند عقله ورؤياه، فيصم أذنه عن الهدير سادراً في غيه، يعتقد أن من جاء به سينقذه في لحظة ما ... وهذا سيكون جزاؤه كجزاء أبن نوح إذ لفته العاصفة، فهو لم يحترم البحر ولا العاصفة ولم يدرك هولها إذا تحولت إلى إعصار يقتلع النفايات ويقذف بها إلى حيث تستحق مستقراً. إلا أن البحر في النهاية يهضم الجميع ليبقى البحر جميلاً صافياً نقياً .... كيم في عطاؤه .. تذكرت رواية الفرنسي فيركور(جان مارسيل برولر) صمت البحر، فالبحر عند فيركور(أسمه الحركي ككاتب في المقاومة ضد الاحتلال النازي) صمت احتجاج، صمت غدا مشهوراً، بل صاخباً بشهرته، عندما كتب رائعته الغير قابلة للنسيان " صمت البحر " والتي يعتبرها معظم النقاد من أجمل نتاجات أدب المقاومة العالمي، بل ونالت حقاً جائزة أفضل عمل أدبي أشهره كسيف ماض، قلم كاتب حر مقاوم بوجه الأحتلال النازي لبلاده فرنسا في الحرب العالمية الثانية. إذ تقرر فتاة عزلاء بمفردها مقاومة جبروت النازي المحتل لبلادها (فرنسا) مقاومة الغستابو والآلة الوحشية للأجهزة السرية، والإعدامات الجماعية، عندما تقرر مقاطعة تبادل الحديث مع ضابط نازي، فرضته إدارة الاحتلال للبلدة كضيف إجباري في بيتهم هي ووالدتها العجوز، في صمت بليغ .. فيه إهانة للمحتل المغتصب .. هو أضعف الأيمان ..! راح الضابط الألماني، وكان وسيماً ومثقفاً، في محاولة يائسة لكسب ود الفتاة، يعزف بمهارة على البيانو الموجود في بيتها، يعزف روائع الكلاسيك العالمي، يحدثها عن الأدب العالمي، يخبرها بكلمات لزجة، يحاول بذكاء أن يكسب ودها، أن هناك سياسة دولية لها أبعادها، وأنه ليس مسؤولاً عن وجود النازي في بلادها، وهو الذي لم يكن ضابطاً مقاتلاً، بل ضابط أحتياط ملحق بالجيش كإداري، فهو لم يكن اليد التي تضرب، أو القدم التي ترفس ..... ولكنه كان الشريان الذي يمد الجيش بالمؤونة، فهو واجب أمضى من القتل .. بالسلاح، كان مهذباً وراقياً، وذلك تحريف ذكي للمحتل المكروه ... سيان أي رداء أرتدى .. الفتاة أحبته بقلبها، وتلك عواطف إنسانية، ولكنها في عقلها كانت تدرك أن حبها الأول هو لبلادها وللراية الوطنية المثلثة الألوان، ولنشيد المارسلييز .. وليس موسيقى الكلاسيك الجميلة التي يجيد المحتل الوسيم المظهر والقبيح الجوهر عزفها .. قاطعته، لم تكن ترد حتى على تحية الصباح أو المساء التي يلقيها .. كانت تقمع قلبها .. فداء لوطنها .. الضابط أدرك .. أنه تمكن من احتلال بلادها، ولكنه عاجز عن أحتلال قلبها .. تقول له بلغة العيون .. أنت قد تفلح بأحتلال الأرض بالدبابات والطائرات، بل ربما بوسعك أن تغتصب .. نعم هكذا يطلق عليها في قواميس ولغات العالم، هي بالألمانية Vergewaltigungأغتصاب، وبالفرنسية Violation وفي الإنكليزية Assault ، ولكن بمدلول واحد، أن تنال شيئ عنوة، ما ليس هو حقك .. أمر لا يمتع إلا المرضى العصابيون، لكنك هيهات أن تتمكن من قلبي، هيهات أن تنال أحترامي، هيهات أن تنال بوحشيتك إعجاب أحد سوى الذئاب والكلاب المتوحشة ... كان صمتها كصمت البحر ... صمتاً بليغاً .. ولكن صمت البحر سرعان ما جاء صاخباً، يرد على لعلعة الرصاص بصمت الكبرياء ... وتحررت فرنسا ... الأحتلال وعار التعاون مع المحتل لن تمحوه خزعبلات العلاقات العامة ومحترفوها من الكتاب المرتزقة .. الذين يؤجرون أقلامهم ورؤوسهم أيضاً بتراب الفلوس .. ففي فرنسا المحتلة من النازي، وكان هناك أيضاً ممن أمتهنوا بيع الضمير وأشتغلوا بالدعارة القلمية، فبرز كالعادة خونة ومتعاونون، ومنهارون، وزاحفون، بعضهم حاول أن يفلسف هذا الانهيار والانبطاح، فقالوا أن الأمة الألمانية والفرنسية كانت متحدة حتى عام 1200 ميلادية، ولديهم فصول تاريخ مشتركة، وبعضهم زعم أنها سيف الحضارة المسيحية الأمضى، ولكن الحقيقة الناصعة أنهم كانوا راكعون، ربما يشكون من فراغ البطون كذريعة، ولكنهم كانوا أصلاً يعانون من خواء العقل والقلب والضمير ... خواء داخلي وهزيمة لعينة تعشش في رؤوسهم الفارغة. أيها العراقيون .. أيها العرب .. لا تبتأسوا ... لكل أمة مكب نفاياتها، كتب أحد هؤلاء، الكاتب الفرنسي الخائن المتعاون مع العدو ديشانبرمان: " أنه أعمي من لا يعرف الدور الذي أوكله القدر إلى ألمانيا، بل منحطة وملعونة أي أمة أوربية لا تحي هذا السيف المرفوع ". ولكن الشاعر الحر بول فاليري كتب يرد : أواه كم رأيت وجوهاً فر الشرف من جباهها .. والمحتلون الألمان كانوا يعدمون رهائن فرنسيين 50 فرنسي مقابل ألماني واحد ... وكان الخونة الفرنسيون يرددون متعقلين: هل ستخرج هذه العمليات وهذا العنف الألمان من فرنسا ؟ فرنسا تحررت .. والعار كان نصيب للخونة والمتعاونيين يوم فرحة الشعب بالتحرير.. . وكتب بول فاليري يوم التحرير: ليس هناك نهار أكثر ألقاً، من اليوم الذي يقتل فيه الخونة .. هكذا هو ديدن المحتل .. يخلق جواسيس ومتعاونون ... ولكنه يفرز أبطاًل وقادة للشعب، وهكذا يفعل أصحاب الأقلام الشريفة الذين يكتبون بدمائهم، والذين يمتلكون أفئدة حرة لا تجزع، وإلى الأفق بلا خوف لا وجل .. يرددون وطن علمني القراءة والكتابة ... وله فقط أكتب .. الشرفاء يقسمون لك أيها الوطن أن لا يخونوا الكلمة .. البحر سيثور يوماً، والتداعيات الفنية تأخذنا إلى لوحة الرسام الروسي إيفان آيفوزوفسكي الرائعة التي أطلق عليها (الموجة العاشرة) تلك اللوحة الرائعة، التي لا يمكنك مغادرتها بسهولة، وهي تنتمي إلى الفن الكلاسيكي، فئة رسوم البحر ولكن بأمتياز خاص، هي لوحته المذهلة الجمال والقوة والإبداع " الموجة العاشرة "The Tenth Wave " وهذه اللوحة اليوم أحدى الموجودات الثمينة للمتحف الروسي في المدينة التي درس فيها آيفوزوفسكي مدينة لينينغراد "سانت بطرسبرغ" وهي بحجم 221X332 Cm . ولوحة الموجة العاشرة، أثارت إلهام العديد من الكتاب والأدباء والفنانين، فقد أعتبرها آيفوزوفسكي الخبير بعواصف البحار، تسع موجات ضربت السفينة وأحالتها إلى كيان متهالك، والموجة العاشرة تلك الموجة التي أغرقت السفينة التي أتعبها النوء، طغت عليها وأرسلتها إلى قاع البحر العاصف الغاضب، والبحارة يتعلقون يائسين بآخر قلوع السفينة على سطح البحر المدلهم في ظلام الليل، ولا فنار يلوح في الأفق ولا مرساة سوى ضوء القمر الذي شاء آيفوزوفسكي أن يجعله فنار البحارة في مأساتهم هذه والساحل بعيد .... ألهمت هذه القراءة الفنية الكاتب المبدع .. العملاق إيليا أهرنبرغ في روايته الكبيرة: " الموجة التاسعة " فقد أعتبرها الموجة التاسعة قبل غرق السفينة .. الموجة التاسعة هي الموجة ما قبل الأخيرة ... الموجة التاسعة هي إنذار، وهو إنذار يطلقه سياسي، رسام، كاتب أديب. الكاتب يطلق إنذاراً لمن ...؟ للبشرية والإنسانية التي شهدت الفاشية تذبح الجمهورية الأسبانية.... أوربا تتفرج مكتوفة الأيادي للنازية والفاشية تغرق أسبانيا بحمام دم وتنحر الديمقراطية ..! أين كانوا حماة الديمقراطية ومتشدقيها ..؟ كانوا يزودون فرانكو الفاشي بالسلاح سراً وجهاراً .. ويقولون لك .. لسنا نحن، بل أنها الشركات الهادفة للأرباح..! لم يقف سوى الأتحاد السوفيتي، الذي أرسل السلاح والمتطوعين لأسبانيا الجمهورية، وعشرات الألوف من الكادحين من كافة أقطار العالم أستادانوا ثمن تذكرة السفر وشخصوا إلى أسبانيا .. وقفوا إلى جانب الجمهورية وقاتلوا إلى جانبها، والألوف منهم قضوا وراحوا في عناق مع الثرى الأسباني إلى الأبد ..! الكاتب السوفيتي الكبير إيليا أهرنبرغ كان من بين من تطوع ليقاتل بالسلاح .. وعندما عاد كتب رائعته : " الموجة التاسعة " ليحذر البشرية من الصمت .. هاتفاً ... الموجة العاشرة قادمة ... أنتبهوا ... الصمت هو موقف ...لا تشاركوا في مؤامرة الصمت ... لا تقفوا مكتوفي الأيدي أمام الجريمة .. فالشيطان لا يريد سوى سكوت الأخيار ..... الصمت عار ... البحر يصمت غاضباً، ويثور عاصفاً ... وما أجمل غضب البحر هذا هو صمتنا ... هذا هو صخبنا ... سلاماً لبحرنا الصاخب العاصف ... سلاماً لمن وقف قلمه للشعب .. للغد .. للحرية... سلاماً لمن أصطف مع شعبه وليس مع جلاديه...
عالمنا الذي يتغير كيف نؤثر فيه ؟ (أ.صلاح المختار)
عالمنا الذي يتغير كيف نؤثر فيه ؟ (أ.صلاح المختار)
اطلبـــــــــــــــوا تجدوا ، اقرعوا تفـــتح لكم الابواب السيد المسيح (ع) والعالم يتغير بصورة واضحة خارج ارادة المتصارعين كلهم ودون اي استثناء ، ويتجه التغيير ضد بعض توجهاتهم ، نشعر نحن البعثيون بالفخر والاعتزاز اولا وقبل كل شيء بعقيدتنا القومية الاشتراكية ، وبمسيرة ما بعد الغزو والتي اكدت اصالة حزبنا وقدرته الهائلة على تجاوز المحن وتحمل اكبر واقسى الكوارث وبنفس الوقت المحافظة على قيمه ومبادئه ورفض الانحناء للعواصف العاتية بمنطق انتهازي تطلق عليه تسمية ( براغماتي ) . اليوم نقول بفخر معظم بان العراق وكجزء من ظاهرة عالمية مشهودة يواجه حالة تهدم او قرب انهيار كافة البديهيات والمرتكزات التي فرضت بعد احتلال العراق بشكل خاص ، بينما نحن حافظنا على حاضنتنا البشرية ووسعناها بأسقاط مخطط شيطنة البعث لاجل اجتثاثه وطورنا هياكلنا التنظيمية بطريقة تجعلها اكثر قدرة على التكيف مع التغييرات الحادة دون التفريط بعقيدتنا وبلا اي تنازل او تراجع ستراتيجي. ولكي نبتعد عن التعميمات الانفعالية نشير الى بعض مظاهر التغييرات الهائلة والمتغيرات الحاصلة والتي تقع رغم انف من كانوا يتحكمون بسياق تطور العالم بقبضة فولاذية : 1- لنبدا من اقوى قوة في العالم وهي امريكا : هل فقدت امريكا زخم اندفاعها الامبراطوري الاصلي ومتى ؟ نعم امريكا فقدت القدرة التي كانت تملكها على ادامة زخم تقدمها العالمي منذ عجزت عن قهر المقاومة العراقية وبدات تواجه مشاكل العجز عن مواصلة القتال او التوسع بقواتها وبمالها ، واكبر الادلة عودتها الى ستراتيجية الحرب بالنيابة المعدلة باعتمادها على اسرائيل الشرقية في حسم الامور في سوريا والعراق واليمن والبحرين وغيرها ، بالاضافة لضعف ادارة اوباما امام الكونغرس وتعاظم المعارضة الشعبية لسياسات التوسع الخارجي الباهضة التكاليف بشريا وماليا وتعزز دور انصار عدم قدرة امريكا على قيادة العالم بصورة منفردة سواء في الكونغرس او الخبراء ، مع انها كانت التوجه الاساس قبل بضعة اعوام ، ولهذا السبب فان امريكا عقدت صفقة المشروع النووي مع اسرائيل الشرقية من منطلق الضعف وليس من قاعدة الاقتدار . وبناء عليه فان امكانية وضع امريكا في اوضاع محرجة اصبحت امكانية اكبر مما مضى . 2- اسرائيل الشرقية فقدت زخمها الاول في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان بدليل ما نراه الان من محاولة لتغيير الوجوه في العراق تحت غطاء القضاء على الفساد والفقدان الكامل للقدرة على ادارة الحكومة وخدماتها . كما انها تواجه هزائم متواصلة في اليمن بعد اكمال تحرير الجنوب من الغزو الحوثي وتقدم المقاومة الشعبية السريع نحو الوسط والشمال ، وفي سوريا اضطرت اسرائيل الشرقية لتقديم بشار كبش فداء في مبادرتها الحالية والتي تناقش مع موسكو ومع السعودية .اما البحرين فقد فقدت اسرائيل الشرقية المبادرة وتراجعت الكتل الموالية لها وزاد الدعم الشعبي للتيار الداعي للمحافظة على عروبة البحرين واعتبار ذلك خط احمر . ولهذا فان عقد الصفقة النووية كان من اجل حصول اسرائيل الشرقية على مال بسرعة يمنع انهيارها في اكثر من قطر عربي ويضمن تواصل احتلالاتها وتخريبها مقابل تنازلات مذلة لامريكا . 3- في العراق دخلت الزمر التابعة لاسرائيل الشرقية مرحلة التأكل الداخلي والعجز عن المحافظة على وحدتها وبدات لعبة تصفية بعض الوجوه والتيارات مقابل الاحتفاظ بالبقية . وهذه الحالة زرعت الخلافات العدائية غير القابلة للتوفيق وهي فرصة للقوى الوطنية العراقية لزيادة تمزيق نغول اسرائيل وتشرذمهم . 4- روسيا تتعرض لاستزاف كبير جدا بسبب العقوبات وما تواجهه من تحديات اخرى داخلها وخارجها مثل الازمة الاوكرانية ، ولهذا ومثل اسرائيل الشرقية فضلت التضحية بالاسد مقابل صلات ايجابية مع السعودية التي تستطيع تخفيف تاثيرات العقوبات والمشاكل الاقتصادية لها .وبناء عليه فمن الضروري تنشيط الحوارات والعلاقات بين روسيا التي تحتاج لحلفاء عرب لها خصوصا من كانوا حلفاء لها اصلا وبين القوى الوطنية العراقية التي يمكنها تخفيف علاقات روسيا باسرائيل الشرقية خصوصا بعد ان برزت شكوك روسية من ان طهران سوف تتجه لتحقيق تبادل تجاري وسياسي مع امريكا والاتحاد الاوربي على حساب روسيا. 5- الاتحاد الاوربي يتعرض لاكبر التحديات منذ بضعة اعوام خصوصا هذا العام بعد الانتخابات اليونانية وتراجع اليورو بقوة امام الدولار وزيادة التضخم وبروز دعوات لالغاء الاتحاد في اكثر من بلد اوربي. ولهذا فالاتحاد الاوربي اكثر حاجة الان لعلاقات مع دول – كالعراق - قد ترى ان حركات التحرر خصوصا المقاومة العراقية تمثلها او ستمثلها . 6- مقابل كل ذلك فان المقاومة العراقية والتي يمثل التيار القومي الان قوتها الضاربة نتيحة تعزز دوره وتنامي قوته وزيادة التفاف الناس حوله بعد ان تبلور يقين عام غالب بان لا حل لازمات الامة العربية الا بالتمسك بالقومية العربية بحزم وبقوة لانها توحد على اسس المواطنة المتساوية ولان التيار القومي المقاوم هو الاصح فهما لاسباب الصراع وطريقه حله والبديل المطلوب في الحكم بعد ان جرب العرب في اكثر من مكان حكم او دور التنظيمات الاسلاموية المتطرفة. وتلك فرصة ذهبية تفتح الابواب امام نهضة تاريخية كبيرة . 7- السعودية ودول الخليج العربي التي اخرجتها امريكا من تحت مظلة حمايتها ، وهي ظاهرة لم تعد محل نقاش ، اجبرت دول الخليج العربي خصوصا السعودية على القيام بتغييرات جذرية في وتركيبتها السياسية لمواجهة التحدي الجديد الامريكي والايراني في ان واحد ، وفي هذا الاطار اتجهت الى روسيا وفرنسا مثلا للتعويض عن تراجع الدعم الامريكي لها والتزود بما تحتاجه من كافة الاطراف ومواصلة سياسة الهجوم على نغول اسرائيل الشرقية في اليمن والتصدي للتوسع الاستعماري الايراني عموما ، وهي سياسة جديدة وايجابية بدل انتظار الدمار المرسوم لها ولبقية دول الخليج العربي . ان عاصفة الحزم تاتي تكملة لما بدات به دول الخليج العربي في عملية درع الجزيرة في البحرين ، ولهذا فان افاق علاقات خليجية جديدة داخل الوطن العربي وخارجه اصبحت حقيقة واضحة تفرض نفسها وهذه خطوة ايجابية تتطلب اكمالها بحزمة من الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية في السعودية من اجل غلق ثغرات الداخل . 8- مصر تتعرض لتغييرات نوعية اجبارية منذ اسقاط مبارك بقرار امريكي وهي تغييرات تبدو ظاهريا متناقضة لكنها في الواقع منسجمة في اطار خطة تقسيم مصر بعد اصطناع مواجهة مسلسل كوارث متتابعة ابرزها كارثة الانفلات الامني وهيمنة الارهاب الدموي وشيطنة الجيش المصري عماد استقرار مصر. ولذلك ورغم ما يبدو على النظام الحالي من هجومية الا انه في الواقع يواجه وضعا يجبره على اتباع سياسة رد الفعل الاني وهي سياسة خطرة على مستقبل مصر والامة العربية كلها . ولعل ابرز مظاهرالاضطراب في مصر التنقل بين مناهضة اسرائيل الشرقية وبين التقرب منها وهنا تكمن خطورة التوجه المضطرب الحالي . 9- ان هذه المرحلة تتميز باضطراب الموقف – وليس تبدله كليا - لدى عموم القوى الدولية والاقليمية مع فارق مهم وهو ان بعض القوى الدولية ( امريكا وروسيا والاتحاد الاوربي ) وبعض القوى الاقليمية ( اسرائيل الشرقية واسرائيل الغربية ) تملك ستراتيجية عامة ثابتة الاركان متغيرة التفاصيل بينما العرب لا يملكون ستراتيجية عامة متفق عليها باستثناء عامل الاجبار الغريزي وهو الحفاظ على البقاء بعد ان كشفت امريكا عن تخليها عمن كانوا حلفاء لها .وهذه الحالة تتيح لمن يفكر ويخطط بعقلانية ان يحقق اختراقات كبرى الى امام ويعزز دوره وعلينا ان نكون من بين هؤلاء . ومن ابرز ما يمكن ممارسته الان وفي بيئة الاضطراب العام هذه هو قبول طلبات الاخرين والتي كنا نرفض اغلبها بفتح الحوارات او الدخول في تفاوض من جهة ، ومبادرتنا نحن من جهة ثانية بفتح حوارات مع من نرى ضرورة تدشين صفحة جديدة معه من اجل تحقيق تقدم ملموس . وهذا يتطلب اعتماد التمويه بكافة اشكاله او اقامة تحالفات وقتية او طويلة مع كافة الاطراف الدولية والاقليمية باستثناء اسرائيل الغربية . هنا تظهر قدرتنا وعبقرية فهمنا لما يجري ونحدد بدقة الخيط الفاصل بين التكتيك والستراتيجية ونبقي انفسنا في الاطار الفولاذي للخط الستراتيجي العام لانه ببساطة تعبير عن عقيدتنا وقيمنا واهدافنا العظمى . بالامس حينما كانت اكثر الاطراف لديها رؤية طازجة تملك مقومات الاستمرارية وبزخم كبير وبدون اضطرابات تنتابها كان فتح ابواب الحوارات والتفاوض محاط بعوامل مغامرة وردع وبضوابط صارمة وتحريمات ضرورية اما الان فقد تغير المشهد وعلينا استثمار ما يقدمه لنا هذا التغيير من فرص لن تستمر ولن تتكرر . 10- الان وبعد 12 عاما على الغزو وفشل كافة محاولات اجتثاث البعث وفي ضوء حالة الاضطراب في داخل كافة الاطراف الاخرى وتباين الخيارات لدى الطرف الواحد تبلورت شعبيا وعلى مستوى القناعات العراقية والعربية والعالمية بما في ذلك امريكا واسرائيل الشرقية بان اي حل في العراق لن يكون ممكنا بدون البعث ، بل ان القوى الاكثر تأثيرا الان ترى ان العراق فيه ثلاثة قوى رئيسة وهي امريكا واسرائيل الشرقية والبعث ، وتلك هي اللحظة التاريخية المنتظرة بعد عذابات وتضحيات غالية قدمها حزبنا وشعبنا من اجل التحرير الكامل واسترجاع حقوق العراق كاملة وغير منقوصة وبناء حكم شعبي يمثل كل العراقيين وبلا اي استثناء . في ضوء ما تقدم فاننا بأزاء مجموعة من التغييرات النوعية في العالم والوطن العربي ودول الجوار تسمح بامكانية تحقيق تقدم وطني وقومي عامين في كافة الاقطار العربية انطلاقا من العراق وهذه المرة باستخدام الجهاز الدبلوماسي للحزب لدعم البندقية وجهاز المخابرات واكمال مفعولها ، فلنتقدم لنضرب الحديد وهو ساخن .
التظاهرات العراقية والإطاحة بالمشاريع الإيرانية (احمد الملا)
التظاهرات العراقية والإطاحة بالمشاريع الإيرانية (احمد الملا)
لا يخفى على الجميع مدى التغلغل الإيراني في العراق, الذي وصل لمرحلة دخول قوات عسكرية نظامية كفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني, وغير نظامية وهي عبارة عن مرتزقة وعصابات إجرامية, بالإضافة إلى المليشيات العراقية التي تحظى بدعم إيراني مباشر, وهذا التغلغل لم يأتِ جزافاً وإنما جاء نتيجة من يعمل لصالح إيران من سياسيين وقادة وزعماء كتل وأحزاب سياسية شيعية وبعض السياسيين السنة ممن التقت مصلحته ومنفعته الشخصية الضيقة على حساب شعبه ووطنه مع إيران. وهذا ما أعطى إيران الجرأة والوقاحة بان تصرح بأنها إمبراطورية وعاصمتها بغداد, خصوصا بعد دخولها إلى العراق بحجة محاربة داعش, تلك الأزمة الأمنية التي افتعلتها من خلال الحكومة العراقية السابقة بزعامة نوري المالكي, الذي أعطى أوامر للجيش بالانسحاب من الموصل لكي تستغل تنظيمات داعش الفرصة وتدخل العراق وبهذا تكون هناك ذريعة للتدخل الإيراني العسكري في العراق, هذا من جهة ومن جهة أخرى أغلب ملفات الفساد في بقية الجوانب لها ارتباط بإيران لأن أغلب السياسيين والكتل والأحزاب المشتركة بالعملية السياسية في العراق هم يعملون ويسهرون على خدمة المصلحة الإيرانية, خصوصا وأن إيران تمر بأزمة اقتصادية خانقة نتيجة الحظر الدولي عليها. فمن خلال هؤلاء الساسة استطاعت إيران أن تقلل من حدت هذه الأزمة الاقتصادية, من خلال الصفقات التجارية المشبوهة والتي لم يحصل الشعب العراقي منا على أي شيء ومن أبرزها الأزمة الكهرباء, فمنذ سنوات والعراق يعاني من شبه انعدام الكهرباء في جميع المحافظات, بينما بإمكان العراق أن يكون هو من أكبر الدول المصدرة للطاقة الكهربائية, لكن عملت إيران ومن خلال عملائها إلى جعل العراق بلد يعاني من أزمة الكهرباء بحجة عدم وجود محطات توليد وما شابه ذلك, لكي يقوم هؤلاء الساسة وبحجة العجز الحاصل في إنتاج الطاقة الكهربائية قاموا باستيراد الكهرباء من إيران, وهذا كمثال بسيط على مدى انتفاع إيران من الأزمات الحاصلة في العراق, حتى أن احد المسؤولين صرح قائلاً هدرنا أكثر من ثمانية تريليون دينار على قطاع الكهرباء ولم نطور هذا القطاع. وبعد توالي وكثرة الأزمات في العراق, قرر الشعب أن ينتفض لنفسه ويطالب بحقوقه ومحاسبة المفسدين, وبما أن أغلب المفسدين والمطلوبين الآن للشعب هم من أتباع وأذناب إيران أو ممن تعامل معها من اجل المكاسب الشخصية الضيقة, صرحت إيران وعلى لسان رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية " فيروز آبادي " الذي وصف العملية السياسية في العراق بأنها ثورة ناجحة وان التظاهرات هي أعمال تخريب تحركها أيادي غير إسلامية !! أي إن العملية السياسية في العراق عملية ناجحة وقدمت أفضل الخدمات للعراقيين, ومن يقوم التظاهرات هم أعداء هذا النجاح !!. وهذه التصريحات إن دلت على شيء فإنها تدل على إن التظاهرات العراقية الحاصلة الآن ضد عصابات ومافيات السرقة والفساد, هي تظاهرات تهدد المصالح ومشاريع إيران في العراق, وهذا ما دفعها إلى انتقاد التظاهرات والمتظاهرين من جهة والتمجيد العملية السياسية الفاشلة, وهذا ما يجعل المتظاهرين الآن أن يرفعوا سقف مطالبهم إلى التغير الجذري, كما يقول المرجع العراقي الصرخي في بيان " الكهرباء أو الأطفال والنساء والدماء " ... " أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ، وإلّا فالقعود والسكوت أوْلى وأرجَح ". لان الإطاحة بالمشاريع الإيرانية وحتى غير الإيرانية من مشاريع دول إستكبارية غربية أو شرقية, يستلزم تغيير كل العاملين الآن في العملية السياسية من كتل وأحزاب وسياسيين, فاغلبهم مرتبطين صورة مباشرة أو غير مباشرة بإيران, وإن بقيت تلك الكتل والأحزاب هي الحاكمة فلن يتغير شيء سوى الأشخاص والمسميات وتكون عملية الإصلاح هي عبارة عن استبدال " عليوي بعلاوي " فيكون القعود والسكوت أولى وأرجح.
هل يكرر ( أوباما ) لعبة الـ ( بنغ بونغ ) مع إيران؟ (د. أبا الحكم)
هل يكرر ( أوباما ) لعبة الـ ( بنغ بونغ ) مع إيران؟ (د. أبا الحكم)
لنتفحص هذه الفقرات المتسلسلات، لكي نقف على جزء مهم من اللعبة التي يريد ( أوباما ) أن يطبعَ سجله الخائب المتردد ويحقق انجازاً تاريخياً ، ولكن من الصعب ايجاد أي مقاربة موضوعية تتعلق باستنساخ هذه اللعبة لا في الزمان ولا في المكان : - (هنري كيسنجر ) اليهودي العجوز وزير الخارجية الامريكي الاسبق قد نفذ سياسة رئيسه ( نيكسون ) باعادة العلاقات الامريكية الصينية من خلال هذه اللعبة.. والصين هي التي كسبت حين وضع الزعيم الصيني الراحل ( ماوتسي تونغ ) ، كيسنجر كجرذ صهيوني ماكر في جحره . - و ( جون كيري ) الذي دخل في مصاهرة مشوبة بالشكوك مع ( محمد جواد ظريف ) وزير الخارجية الايراني، يحاول ان ينفذ سياسة ( أوباما ) باعادة العلاقات الامريكية - الايرانية من خلال المصاهرة والمشاركة الفاعلة في لهاث مارثون متهالك لملف ايران النووي. - وكما ان ( نيكسون ) أراد ان يكتب له التاريخ في سجله انه استطاع ان يعيد العلاقات الامريكية - الصينية ويحقق الخرق الاستراتيجي في العمق الآسيوي . - أراد ( أوباما ) ، وهو على وشك الخروج من البيت الأبيض، ان يكتب له التاريخ في سجله الخاوي انه استطاع ان يعيد العلاقات الامريكية - الايرانية ويحقق الخرق الاستراتيجي في دائرة الشرق الاوسط بتنفيذ خطوات المشروع الامبريالي الامريكي الصهيوني لتدمير العرب والمسلمين على حدٍ سواء . قد يتصور البعض ومنهم ( أوباما ) وغيره ان التاريخ يعيد نفسه، ولكن في السياسة لا : 1- لأن الصين ليست ايران، لا في الحجم ولا في الوزن ولا في القوة ولا في المنهج . 2- وان الظروف الدولية التي كانت سائدة في خضم احتدام الحرب الباردة لم تعد هي ذاتها الظروف الدولية والاقليمية الراهنة. 3- وان التوازن الاستراتيجي الدولي لم يعد قائماً يعتمد على استقطابات اقليمية وعالمية، كفيلة بتحقيق التوازن النسبي . 4- وان قدرات الردع المتبادل المؤكد قد أصابها الوهن جراء الإخلال في ترك المعاهدات الدولية ذات المديات الأستراتيجية كـ ( Salt- 2 ) عائمة دون تكريس جهود صادقة لتنفيذها. 5- وان النظام الدولي لم يعد يكترث لضمانات معاهدة حظر انتشار الاسلحة الذرية وموادها المشعة وادوات نقلها، فضلاً عن تأكيد تحريمها كلياً. 6- وكذا الحال ازاء التدمير الحاصل في ميزان تعادل القوى الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط، والأمعان في ترك انسياحات قوى اقليمية خطرة جيو- سياسياً من أجل أن تعبث بأمن المنطقة التي تعد من أكثر مناطق العالم تفجراً. 7- أما تعطيل اليات عمل مجلس الأمن الدولي في حفظ الأمن والسلم الدوليين فقد أمست روتيناً مستهلكاً لأرادة المجتمع الدولي. 8- ثم ، ان أمريكا في ولآية ( نيكسون ) هي ليست ذاتها في ولآية ( أوباما ) .. ولآية الأخير منهكة تماماً ومترددة تتآكلها الديون الداخلية والخارجية ويمزقها تفاقم التمييز العنصري والتفسخ الاخلاقي .. إلخ . 9- وهل ان ( هنري كيسنجر ) مثل ( جون كيري ) في الفهم والادراك والتصرف؟ وهل ان السياسة - الاستراتيجية الامريكية هي ذاتها في الظروف الراهنة محسوبة على توازنات قوى اقليمية وأحلاف دولية متقابلة؟ خلال هذا العقد والعقود التي سبقته، ظهرت قوى اقليمية مؤثرة على المسرح السياسي الدولي، كوريا الشمالية والهند وباكستان والبرازيل .. فيما باتت اوربا تعاني من احتمالات التشظي جيو- مالياً وسياسياً . وروسيا من احتمالات الضمور والتراجع بتأثير سياسة الأحتواء . وتركيا من احتمالات القدرة على إعادة التوازن الاقليمي الذي أخلت به امريكا وإيران في المنطقة . وإيران من التراجع والأنكفاء لأفتقارها القدرة على مواصلة الأنتشار والتمدد خارج حدودها الأقليمية وانكشاف نياتها واهدافها ووسائلها في الخارج . وفي ضوء هذه المقاربة فلا أوجه للشبه في تكرار حالة الزمن، لا في الشكل ولا في المضمون .. فلا ( نيسكسون ) هو ( أوباما ) ولا ( هنري كيسنجر ) هو ( جون كيري ) .. فلماذا الحديث عن تسابق التسجيل في صفحات التاريخ على اساس الأستنساخ؟ ، إنه مرض ( أوباما ) ونقص في شخصيته المهرجة التي لم تُصَدِقْ أنها ارتقت ووصلت إلى البيت الأبيض.!! الذي تم استنساخه هو السلوك السياسي الأمريكي في التعامل مع ( الملف النووي الكوري الشمالي ) خلال ولآية ( جيمي كارتر ) ، حيث أنتج هذا السلوك في نهاية المباحثات امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي .. ويبدو أن ( أوباما ) قد استنسخ محضر المفاوضات الكورية الشمالية لكي يمهد لإيران امتلاكها سلاحاً نووياً موجهاً بالضد من العرب أولاً، ومخلاً بالتوازن الأستراتيجي غير التقليدي في المنطقة بالتوازي مع الكيان الصهيوني الذي يحتكر هذا السلاح ثانياً . لقد حصل ( أوباما ) كما ألمح إلى ذلك على ضمانات لا تخل باحتكار الكيان الصهيوني للسلاح الذري .. بيد أن توازنات الأسلحة غير التقليدية تختلف عن توازنات الأسلحة التقليدية .. فكيفَ تُقَيِمُ أمريكا واقع القوى الأقليمية في المنطقة ( تركيا وإيران والعرب وإسرائيل ) ؟ إن إشاعة سباق التسلح لا يخدم الأمن والأستقرار في المنطقة والعالم .. فلماذا يدفع ( أوباما ) إلى هذا الأتجاه الذي يتعارض مع معاهدة الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل وموادها وقدارات ايصالها الصاروخية.؟ كل الدول العربية والجامعة العربية ايضاً تدعو إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها.. وهذه الدعوة مكفولة بقرار من الأمم المتحدة واضح وصريح.. فلماذا يتجاوز ( أوباما ) هذا القرار؟ ثم ، إذا كانت إيران تدعي أن برنامجها النووي هو للأغراض السلمية، فلماذا لا تنضم إلى الأقطار العربية في دعوتها إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي الإسرائيلي ؟ ألم تدعي إيران أنها تصارع ( اسرائيل ) وتصارع الصهيونية، فلماذا لا تدعو الى نزع سلاحها في اطار الدعوة المطروحة منذ الثمانينيات من القرن المنصرم الى إخلاء المنطقة من هذا السلاح المدمر؟ لعبة النووي الإيراني لعبة فاضحة .. هي نسخة غبية للسياسة الأمريكية .. ولعبة ( البنغ بونغ ) التي مارسها ( هنري كيسنجر ) هي ليست المصاهرة التي لعبها جون كيري مع نظيره ظريف .. والنجاح الذي تحقق نتيجة اللعبة مع الصين ستحصد أمريكا الخيبة والفشل الذريع في لعبة المصاهرة مع إيران.!! شبكة ذي قار
دراسة الواقع التعليمي في العراق بعد الاحتلال الامريكي الفارسي الصفوي وتعاقب حكوماته العميلة
دراسة الواقع التعليمي في العراق بعد الاحتلال الامريكي الفارسي الصفوي وتعاقب حكوماته العميلة
المقدمة لقد كان التعليم ولايزال سببا مهما لتطور الأمم وديمومتها , فرصانة التعليم وحداثة مناهج الدراسة واتباع المعاير الدولية في النظام الدراسي المتاح للطلاب وكثرة الشهادات العلمية هي مقياس التقدم في الدول.. وهو يصقل ملكة الأبداع وينمي المواهب والافكار عند الأنسان ويُعد من أهم الركائز التي تخدم الانسانية , وبناء على ذلك فان الدول التي عُدت متقدمة تضع العلم في أولوية برامجها التطويرية النهضوية. ولا يختلف أثنان على ان العراق العريق بالحضارة ومنذ عمق التاريخ بلد يهتم بالتعليم والمعرفة والتطور ومكافحة الجهل متقدما عن غيرهِ من البلدان الأخرى , وعلى مر التاريخ انجب التعليم العراقي الكثير من العلماء والفلاسفة والاطباء والمهندسين والخبراء وفي كافة مجالات الحياة مما أدى الى خروجه مبكرا من مصاف البلدان المتخلفة أو ما اصطلح عليه بالبلدان النامية بل وعبر الى مرحلة التنافس العلمي في كل الاختصاصات . ولقد حقق العراق بعد ثورة تموز المجيدة عام ١٩٦٨ طفره نوعية تُحسب له توجها بحصده جائزه اليونسكو العالمية والتابعة للأمم المتحدة عام 1975 باعتباره أقوى وأفضل أنظمة التعليم في منطقة الشرق الاوسط , فحسب تقارير منظمة اليونسكو العالمية اعتبرت فترة ما قبل الحصار الجائر على العراق عام ١٩٩١ بعد ان فرضت عقوبات اقتصادية اثرت بشكل كبير ومباشر بواقع التعليم فقد صنف بالعصر الذهبي للتعليم ومحو الأميه حيث كانت نسب المسجلين في التعليم الابتدائي ما يقارب ال 100% , وكذلك الخطوات الحثيثة التي اُتخذت لمحاربة الامية بعد اصدار قانون محو الامية للشرائح العمرية التي تجاوزت سن القبول في المدارس الابتدائية وأنشأت ايضا مدارس لتشمل كل الشرائح الاجتماعية منها الفلاحين والعمال والمهنيين والعسكريين وفق استراتيجية معتمده عالميا التي اطلقتها الحكومة الوطنية الشرعية وعملت على تسخير كل الطاقات لا نجاحها بعد أن فاصبح التعليم الزامي ومجاني والذي اعتبر نقله انسانيه كبيره للقضاء التام على الامية والتخلف والجهل والتي وقف العالم كله تقديرا لهذا الانجاز الرائع . وعام ٢٠٠٣ جاء دور الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي الذي استهدف ودمر هذا الانجاز الانساني العظيم واتخذ كل السبل التي من شأنها ان تنشر الجهل والتخلف والامية مصحوبة امراض قاتله مثل الطائفية والتشجيع على القتل والفساد للإخراج العراق من واقعه المتحضر والقضاء على انجازاته التعليمة وكفاءاته العلمية وعلمائه وكوادره التدريسية بأتباع بعدة اجراءات دموية وتعسفية وطائفية وفئوية وعنصرية والتي سنحاول ان نتطرق لها في بحثنا هذا لنضع امام القارئ الكريم والمتابعين للشأن العراقي والواقع التعليمي حجم المؤامرة الكبيرة التي تستهدف العقل العراقي ليس لهذه الاجيال فحسب بل ستؤثر على الاجيال القادمة بعد ان سجلت الاحصائيات الأممية بأن العراق قد حل في المراتب الاولى للدول الاكثر تخلفا على مستوى نظامهِ التعليمي ، فقد كشف التقرير السنوي للمنتدى العالمي حول التنافسية الشاملة للاقتصاد 2006_2010 عن تراجع كبير في جودة النظام التعليمي لعدد من الدول وكان العراق من ضمنها. وهو ما عززه وأكده تقرير الامم المتحدة للعلم والتربية والثقافة الصادر مطلع عام 2011 من أن العراق البلد الاكثر تخلفاً وبشكل تنازلي ومتدهور. ولهذا سنقدم إيجازا بأهم ما تعرضت له هذه المؤسسة العملاقة من دمار وتخريب اثر سلباً على واقع المجتمع العراقي. والله الموفق الفصل الاول الأسباب الرئيسية لتراجع التعليم بعد عام 2003م لقد كان لاحتلال العراق وغزوه عام 2003م من قبل أمريكا الشر وحلفائها المجرمين دورا كبيرا بتدمير جميع مؤسسات الدولة ومفاصلها المهمة حيث كان للتعليم حصته من هذا التدمير المتعمد ،،فلا شك بان انهيار أي دولة لا يتم إلا عن طريق تدمير العقول التي تحميه وترفع شأنه وذلك باستهداف العلم وقتله ووأده تماما كي يسود الجهل والتخلف بدلا من العلم والمعرفة، وهذا ما حدث بالفعل وفق ما خطط له الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي وعملائهم مما يكاد ان ينذر بكارثة كبرى وخطيره. ومن الاجراءات التي عجلت في انهيار التعليم ومؤسساته نوجز ما يلي:- أولاً: انهيار البنى التحتية. لا يخفى على الجميع ما تعرضت له البنى التحتية للبلد ككل من تخريب وسلب ونهب وحرق ودمار على يد الطامعين عام 2003 ولقد كان لقطاع التعليم حصه كبيره منها . حيث تعرضت الابنية بمختلف اشكالها كالمدارس والجامعات والمعاهد ومراكز الابحاث والدراسات العلمية وأبنية المكتبات العامة الى عمليات سلب وحرق وتخريب ليضيف بذلك عبء آخر على ما يعانيه هذا القطاع المهم والحيوي. فبحسب احصائيات اوردتها المنظمات الأممية المعنية تم قصف أكثر من 700 مدرسة منذ آذار عام 2003 وتعرضت 200 أخرى للحرق الكامل ، ونهب 3000 مدرسة، وتمركزت القوات الامريكية ومن بعدها الحكومية وقوات الشرطة على اكثر من 70 مدرسة في محافظة ديالى ضمن خرق سافر لاتفاقية لاهاي الدولية القاضية بأبعاد مؤسسات الدولة والعائدة ملكيتها للشعب عن مراكز الصراع العسكري او الاستيلاء عليها. كما وقد كشف تصريح لوزارة التربية العراقية عام 2009 عن وجود 6690 مدرسة بحاجة للترميم منها 3469 ترميم جزئي و2721 ترميم كلي و6879 غير صالحة للاستخدام وذكر التصريح الى الحاجة الماسة لبناء 16000 مدرسة ابتدائية ومتوسطة واعدادية. وبهذا الصدد فقد اوضح التصريح ان ما تبقى من المدارس لا يعني انها صالحة فجميعها تعاني من نقص الماء الصحي والحمامات الصحية النظيفة وتردي التجهيزات والمعدات الكهربائية فمعظمها تشكو من قلة المراوح واجهزة التبريد في الصفوف ومن تردي ابنية المرافق الصحية العام. وحين متابعتنا لتقرير خطة التنمية الوطنية التي اعدتها وزارة التخطيط العراقية لسنه 2010 _2014 وضمن فقره التحديات الاجتماعية ، تحدث التقرير عن وجود عجز كبير في اعداد المدارس وارتفاع نسب تلك ذات الدوام المزدوج والدوام الثلاثي ووجود المدارس الطينية و الكر فانات الغير صالحة على الاطلاق . ثانياً: ملفات الفساد وهو من اكثر الاسباب التي ساهمت وبشكل كبير في تردي وضع التعليم على وجه العموم . فلقد تفشى الفساد بشكليه المادي والاداري لينخر بجسد هذا القطاع على مدى 11 عاما متواصلا دونما رادع او ايجاد اي حلول جذريه لمحاربته والحد منه. ولقد تمثلت بعمليات الاختلاس في مناقصات البناء وأعاده الترميم ، فقد اوضح تقرير وزارة التربية الصادر عن مكتب المفتش العام للوزارة عام 2008 ان معدل ما تم تحقيقه هو 40% فقط وهي نسبة ضئيلة جدا بحسب ما أورده التقرير. فلقد تم إرساء الكثير من هياكل البناء وهروب الكثير من المقاولين بملايين الدولارات علما أن تكلفه ترميم المباني المدرسية في العراق قد خُصص له مبلغ قدره 4،8 مليار دولار دون حساب نفقات التشغيل والصيانة. وأن معظم حملات اعادة الاعمار والبناء للأبنية لم تكن بالمستوى المطلوب واقتصرت على أشياء شكلية وبسيطة مثل طلاء الجدران وهي اصلا متآكلة وبحاجة للترميم. ويعزو المدير العام في وزارة التربية (رفض ذكر اسمه) الى ان ضعف التمويل المخصص للنظام التعليمي هو السبب جراء تحويل المبالغ الكبيرة للأنفاق العسكري والى اولويات اخرى من ضمنها تمويل معسكرات تدريب الطلبة من طلبة الدراسة الاعدادية والكليات والمعاهد عسكريا . على ان الفساد شمل مجالات اخرى منها. تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية لتكون ضرورة تجارية ومساومة رخيصة لنجاح الطالب ، حيث وصل سعر تدريس المواد العلمية تحديدا الى عشره الآف دولار اي ما يعادل 13 مليون دينار عراقي للعام الدراسي الكامل وهذا ما يساهم في ارباك الطالب كونه سيكون اسير الملازم المختصرة وابتعاده عن الكتب والمناهج المقررة وكذلك يشكل عبأ وثقلا على كاهل الاسرة ذات الدخل المحدود او التي لديها اكثر من طالب في العائلة ليصبح التعليم بذلك سوقا سوداء تفتح ابوابها قبل الامتحانات فينتشر السماسرة والدلالون لبيع الاسئلة بسبب هزالة الكونترول وضعف الضبط الامني. وهنا نذكر الطرفة التي اطلقها العراقيون على قرار قطع خدمة النت في عموم العراق وقت وايام امتحانات البكلوريا لصفوف السادس والثالث بسبب التخوف من تسريب الأسئلة وتوزيعها على الطلبة بالقول الشعبي(بيع بالليل واقطع الصبح). وهنا يمكننا القول الى ان الامر تجاوز حد بيع الاسئلة وترويجها الى ظاهرة اكثر فسادا و انحطاطا الا وهي ظاهرة الدور الثالث للطلبة الراسبين في الدورين الاول والثاني. ضاربين بذلك القول التربوي القائل( لا إكمال بعد اكمال). كون الطالب الذي لم يتكمن من اجتياز الدور الاول والثاني في الامتحانات النهائية بنجاح فسيكون بالتأكيد نموذجا فاشلا وعابثاً وسيشكل مسخاً لصوره الطالب المتعارف عليها من اجتهاد وحماس وتفوق. وتلك خطيئة كبرى ترتكب باسم العلم بسبب المنظومة العلمية الفاسدة التي تتسلط على قطاع التعليم. ولقد تبين ان هنالك نواباً ومسؤولون كبار و متنفذون وراء الضغط بأصدار هذا القرار طمعا بكسب اصوات الناخبين ولو على حساب العلم. فلقد تفشى الغش في اعتمادات الشهادات واصدار التراخيص بسجلات الدرجات من خلال ممارسة الضغط والابتزاز والرشاوي على ادارات المدارس وعمادات الكليات لمنح ضعاف المستوى العلمي مالا يستحقوه. وهنا لابد من التعريج على ظاهرة اخرى تندرج ضمن فقره الفساد واستشرائه ولكن بصوره محبكه ومنمقة الا وهي انتشار المدارس الاهلية والجامعات والكليات الاهلية. وفي حقيقه الامر ليس في ذلك من عيب كونها ظاهره عالمية موجوده ويعمل بها في كبرى الدول المتقدمة ولكن ما يجعلنا نتوقف عندها بريبه وشك هو ازدياد اعدادها بدون وجود ضوابط علمية ومنهجية تعمل على الاشراف عليها وزارتي التربية والتعليم العالي .فبحسب ما أعلنته الوزارتين ان اعداد المدارس الاهلية في تزايد كبير وملحوظ وهي خطوه وان أسست لاحتضان الاعداد الكبيرة من الطلبة المتزايد عددهم سنويا بسبب النقص الحاصل في بناء وتوسيع المدارس الحكومية. كذلك توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل من خريجي الجامعات من التدريسين الا انها تعمل على اساس الربح المادي اولا دون النظر للمكسب العلمي او جودة مناهجها التدريسية. وهنا ذكر العديد من الاهالي اللذين قاموا بتسجيل ابنائهم في مدارس اهلية ان السبب الرئيس هو انعدام الخدمات الصحية والكهرباء في المدارس الحكومية وذلك جراء عجز الوزارة عن تمويل المدارس الحكومية لسد النقص الحاصل في اعداد الرحلات والمقاعد ليستوعب الصف الواحد ما بين 30 الى 40 طالب او يزيد بغياب واضح لمروحة هوائية او جهاز تدفئة او تبريد وبحمامات صحية رديئة جدا وغير صالحه للاستخدام وهذا ما توفره المدرسة الاهلية بواقع تجهيزات متكاملة من تبريد وتدفئة ومقاعد جديده وبالوان زاهية ولكن ضمن اسعار عالية تتجاوز المليون ونصف عراقي اي ما يعادل 1400 دولار سنويا .ناهيك على ان بعض هذه المدارس اصبحت لا توظف خريجي الجامعات من طلبه كلية التربية وانما حتى التخصصات الاخرى كالقانون والسياسة والصيدلة والفنون الجميلة والاعلام فما علاقة خريج القانون بالتدريس في مدرسة ابتدائية او متوسطة او حتى اعدادية فهنا يدخل الربح المادي اولا على حساب المكسب العلمي. وهذا ما ينطبق بالحرف على واقع الجامعات والكليات الأهلية التي اصبحت قبلة للخريجين من الاعداديات من ذوي المعدلات الدراسية المنخفضة ممن لم يستطع التسجيل في الجامعات الحكومية التي تفرض شروط قبول ومعدلات معينه وصارمه لديها ليجدوا ملاذا امنا في الجامعات الاهلية التي لا تشترط معدل قبول عالي لديها فتقبل بمعدل بسيط ضمن كلية ذات تخصص دقيق .وهنا نورد مثالا على تخريج طلبة من جامعة الصيدلة وجامعة طب الاسنان لكلية الرافدين الاهلية بمعدلات عالية شملت 88 علما ان معدل القبول كان بمستوى 68 فقط!. على ان المعترف من هذه الجامعات بحسب تصريح مكتب الوزير هو 62 جامعة بعموم العراق واخرى ماتزال غير معترف بها رغم ان الطلبة المسجلين فيها في تزايد ومن ضمنها جامعة الاسراء الاهلية التي افتتحت العام الماضي ومقرها الكراده والتي قبلت طلابا بعدة معدلات دراسية منخفضة وضمن تخصصات علمية وادبية دقيقة .كذلك جامعة الكفاءات التي افتتحت هذا العام ليتم قبول طلاب المرحلة الاولى فقط دون بقية المراحل لعدم توفر الكادر التدريسي اللازم حيث ذكر التدريسي المهندس الكهربائي ع.ح من ان طلابه لفرع الهندسة الكهربائية لم يتسلموا المنهاج المقرر لماده الالكترون الا بعد مرور نصف السنة الدراسية في موسمها الاول ومع ذلك نجحوا معظمهم بتوجيه من عمادة الجامعة المذكورة خوفا على سمعة الجامعة وحرصا على استقطاب المزيد من الطلبة. ثالثا: تغيير المناهج الدراسية لقد انطلقت عمليه تغيير المناهج الدراسية في العراق مطلع عام 2008 وانتهت بحلول عام 2010 حيث ذكرت وزاره التربية انها اعتمدت القواسم المشتركة وابراز الجوانب الحضارية. في التاريخ العربي والاسلامي دون الخوص في قضايا خلافيه او تمجيد الملوك والامراء العرب لتشمل بذلك مناهج مادتي التاريخ والإسلامية والوطنية التي تدرس في مراحل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية. ولكن حينما نتفحص ماده التاريخ على سبيل المثال نجد ان كل الاحداث التي سجلت تاريخا ضمن حقبه الحرب الإيرانية العراقية تم شطبها بالكامل. وكذلك حذف كل ماله علاقه بتحرير العراق وغيره من بلداننا العربية من الهيمنة الفارسية قديما وعلى مر التاريخ، ضمن محاوله لطمس العديد من المعارك والحروب التي خاضها العراق والعرب عموما في حربهم ضد هذه الهيمنة . وليس يخفى على الجميع التغيير الذي حصل لماده الإسلامية لصف الاول الابتدائي وضمن فقره شرح احكام الصلاة وتعليمها حيث تم تفصيل وشرح كلتا الصلاتين لكلتا الطائفتين السنيه والشيعية مع صور توضيحيه مرافقه للشرح الامر الذي ادى الى موجة انتقادات واسعه وكبيره بين الاوساط التربوية والتدريسية والاهالي كذلك كونها تكرس للمذهبية وترسخ لها في ذهن الطفل الصغير وبصوره غير تربيويه. ليتم فيما بعد الغاء هذه الفقرة من المنهاج وسط انتقادات طالت الوزارة واحرجتها. ولقد بينت الوقائع والدلالات فيما بعد لظهور الهيمنة الصفوية على الواقع التعليمي العراقي وتأثيرها في نهجه التربوية بشكل جلي ضمن تصرفات اخرى مهدت لترسيخ هذه الهيمنة وتسلطها متمثلة بحرمان الطلبة من مكون معين من فرص النجاح في مناطق محدده بالذات وضمن رقع جغرافية معينه أو منحهم درجات نجاح ضئيلة جدا لا تمكنهم من الدخول لكليات ذات تخصصات عالية ودقيقه لتنحصر فرص قبولهم ضمن معاهد وكليات بسيطة جدا ، حيث اعلنت العديد من الاعداديات والمدارس المتوسطة ان طلبتها جميعا راسبين في تأدية الامتحانات الوزارية النهائية برغم ان معدلات دخولهم للامتحانات النهائية عالية وان مستواهم الدراسي بشكل عام جيد ومنذ بداية السنه الدراسية مثلما توضحه درجاتهم الدراسية المعتمدة في سجلات الإدارة .فتم ترسيب العديد من طلبه الاعداديات لصف السادس بفرعيه العلمي والادبي وحرمانهم من النجاح فقط لكونهم من منطقه معينه. رفضت ان تهيمن عليها ميليشيات وفرق الموت الصفوية وكانت مناطق اشتهرت بمقاومتها الشديدة لتوسع هذه الميليشيات وتسلطها كنوع من العقاب الجماعي لأهل تلك المناطق وترسيخا للمذهبية التي كرستها السلطة التربوية الحاكمة الفاسدة التي تسلمت اداره وزارتي التربية والتعليم العالي على حد سواء وهنا سيتم ايراد مثال بأخذ عينه من نتائج امتحانات بعض الطلبة لا عداديه بنين في بغداد. ولقد تبين فيما بعد إن للسياسيين والمتنفذين من الاحزاب المهيمنة دور كبير في ذلك ، ضمن محاوله لتلييس هذا القطاع وتحويله الى خنادق حزبيه وطائفيه تكرس للمذهبية وتزرع بذور الفتنه ضمن اعتى صرحٍ وقواه الا وهو صرح العلم من أجل التأثير في فكر وولاءات وعقائد الجيل النشئ والتلاعب فيه خدمه لمصالح واجندات تمثل المطامع الصفوية دون غيرها . وبهذا الصدد نجد أن من الواجب التنويه ولو بشكل سريع على دور المطابع الخاصة بالمناهج التعليمية وهيمنه الاحزاب والميليشيات المرتبطة بإيران عليها .حيث تم اسناد دور طباعه المناهج الدراسية من قبل وزاره التربية الى المطابع الإيرانية تحت ذريعة رداءه عمل المطابع العراقية وعدم جودتها برغم ان هناك العديد من المطابع الرصينة والتي تستورد احبارا واوراقا عالية الجودة ومن مناشيء ممتازة ، ولتسند هذا الدور الى المطابع الإيرانية من أجل استحصال موافقه النظام الايراني على محتوى ما يدرس ونوعيه المناهج من جهة ولكي تحقق مطابعهم الارباح المادية من جهة اخرى. ولقد كشف تصريح لمكتب المفتش العام في وزاره التربية مؤخرا عن وجود ملفات فساد مالي بمبالغ تجاوزت ال288 مليون دولار ضمن مبالغ خصصت لطبع المناهج الدراسية في مقابل نقص كبير وجلي بتزويد هذه المناهج والكتب والدفاتر ،حيث تعاني جميع المدارس من تأخر استلام حصصها المقررة من الكتب والدفاتر المدرسية لفتره قد تتجاوز الشهرين من بدء العام الدراسي ، وهنا تتحدث السيدة (س.ق). المعلمة في احدى المدارس الابتدائية للبنات عن معاناتها في عدم تدريس ماده العلوم للصف الثاني الابتدائي للعام الحالي كون المدرسة لم تتسلم حصتها المقررة من هذه الناد نتيجة تأخر الوزارة في التسليم ومن انها استعانت بملازم مستنسخه قامت بتوزيعها على الطالبات وقد كشف مصدر رفض ذكر اسمه في مكتب المفتش العام لوزارة التربية من ان الوزارة خصصت في مطلع حزيران من عام 2011 مبلغ قدره 75 مليار دينار عراقي لمطبعه عراقية واحده فقط ضمن. العقود والصفقات المشبوهة وفي اطار المحسوبية والعلاقات الشخصية بغض النظر عن سرعه الانجاز او جوده الطبع. رابعا: استهداف الكفاءات التدريسية لقد عانت هذه الشريحة الواعية والمثقفة والطليعية في مجتمعنا العراقي من شتى انواع الاضطهاد والظلم. منذ آذار عام 2003 ولحد يومنا هذا. ولقد كان لهذه الفئه المتميزة دور كبير وعظيم في ارساء دعائم الدولة العراقية وتنميتها بشكل مستمر من خلال تخريج الكثير من الدفعات الطلابية وضمن جميع التخصصات العلمية والإنسانية اضافه الى العديد من خريجي الدراسات العليا من حمله الماجستير والدكتوراه ، ويشهد للتدريسي العراقي ذكائه وعمليته وتفوقه المتميز وقدرته على الابداع الخلاق ولنا في هذا الكثير من الأساتذة الكبار والمشهورين في مجالات تخصص متنوعه تخرج معظمهم من كبرى الجامعات العالمية الشهيرة كالسوربورن وادنبره وكامبردج واكسفورد وغيرها من جامعات الغرب، ويجيد اغلبهم التحدث بعدة لغات اجنبيه وهناك من له باع طويل في مجال التأليف والنشر والبحوث وله تواصل واتصال مع العديد من الجامعات في الخارج ومراكز البحوث الاخرى. لقد حافظت هذه الشريحة على مسار التعليم من الانهيار وقادته الى النجاح والتميز في احلك واصعب الظروف التي مر بها العراق من حروب متلاحقة وحصار خانق ضيق ماديا على جميع العراقيين.. وفي تقرير اعدته وزاره التعليم العالي والبحث العلمي تحدث عن اغتيال واختطاف واعتقال 548 استاذ ومدرس مساعد ودكتور منذ نيسان عام 2003 .ولقد اعدت شعبه حقوق الانسان اتابعه لدائرة جهاز الاشراف والتقويم العلمي بالوزارة تقريراً إجماليا لحوادث استهداف الأساتذة والتدريسيين منذ غزو العراق حتى الوقت الراهن، حيث اغتيل 338 استاذ جامعي واعتقال 82 واختطف 50 وجرح ثمانية نتيجة استهدافهم بأسلحة كاتمه وعبوات لاصقه وقد قيدت جميع هذه الحوادث ضد مجهولين. ولقد اوضح التقريران جامعه بغداد احتلت المرتبة الاولى بعدد الأساتذة المستهدفين، اذ اغتيل منهم 97 استاذ واعتقل 22.فيما احتلت جامعه المستنصرية الثانية فقد اغتيل 51 استاذ واختطاف 9 وتليها تباعا جامعه الموصل وتكريت والبصرة. وقد اشار التقرير الى ان عامي 2006 و2007 كانا من اكثر السنوات التي شهدت استهدافاً للأساتذة .ضمن تهديدات بالقتل دفعت الكثيرين منهم الى الهجرة اما الى كردستان او الخارج لا يجاد ملاذ آمن لهم ولعوائلهم خصوصا بعد اخفاق وزراه الداخلية في الكشف عن الايادي الخفية التي تطالهم وتستهدفهم بشكل منهج ومنظم. هذا من جانب ومن جانب آخر الدور المشبوه الذي لعبته ما تسمى بهيئة الاجتثاث ضمن خطة شعواء قادتها ضد الكفاءات التدريسية بحجه الاجتثاث للمنتمين منهم لحزب البعث ولكن الغاية هي اقصاء التيارات الوطنية والنزيهة وابعاد الخبرات المتراكمة بحجج وذرائع واهيه طالت عمداء الكليات ورؤساء الجامعات وأساتذة ومسؤولي اقسام دراسية من خيره الاكفاء الذين يشهد لهم بالعلمية والمهنية وتحت طائله قرارات تعسفيه جاهله وحاقده حرمت صرح التعليم وحولته الى مؤسسه فاشله وواهيه بتعيين بدلاء عنهم من ذوي الخبرات البسيطة ممن تخرج اما بالوساطات او التدخلات الحزبية المشبوهة. فتم حرمانهم من مستحقاتهم المالية بطردهم دون احالتهم للتقاعد او تخصيص مبلغ لقاء خدمتهم الطويله.على انه تم احاله القسم منهم على التقاعد الجبري بعد سلسله انتقادات لاذعه طالت وزاره التعليم العالي وسياسات على الاديب الحاقدة .وسوف نورد عن هذا الرجل وما لعبه من دور تخريبي اثناء توليه الحقيبة الوزارية لاحقا. اسباب فرعيه أخرى: 1 - ظواهر العنف وضرب الطلبة. لدرجه تعذيبهم وتعرضهم لحالات صحيه خطيره كحاله الطالب الذي توفي نتيجة ضربه من قبل استاذه في مدرسه ابتدائية تقع في مدينه العمارة نتيجة تعرضه لضربه قويه على رأسه سببت له نزيفا داخليا في الدماغ ادت الى دخوله في غيبوبة ومن ثم وفاته ، وكذلك الطالب من مدينه كركوك الذي تعرض للضرب على يد معلمه الذي قام بضربه بقضيب حديد ادى الى خلع في كتفه وكسر في ذراعه. وغيرها من الشواهد التي اصبحت ظاهره يوميه ومنتشرة في معظم المدارس الابتدائية في عموم بغداد والمحافظات لتمثل تعسفاً واستهتراً بروح الطالب وألحاق الاذى والضرر النفسي بهِ علاوة على الضرر الجسدي. مما دفع العديد الى ترك مقاعد الدراسة خوفا من حوادث الضرب المروعة هذه. 2 - ظاهره انتشار الأميه والتسرب من المدارس بسبب الظروف المادية نتيجة الفقر وانتشار البطالة وانعدام فرص العمل مما دفع بالكثير من الطلبة الى ترك مقاعد الدراسة والتوجه لإيجاد فرص عمل في الورش كالحدادة والنجارة واعمال البناء وغيرها من المهن التي لا تشترط سناً معينا وتفتقر الى معايير الإنسانية في عمالة الاطفال. ولأننسى ان نورد ما قد احدثه الغزو الامريكي على العراق من فوضى وقتل وترمير خلف الكثير من الارامل واليتامى وأسر المفقودين والمعتقلين والمغدورين لا سباب طائفيه ومذهبيه فخلفت بدلك ملايين الأسر التي فقدت المعيل الرئيس في الأسرة فدعت بأبنائها الى الخروج والبحث عن عمل يؤمن لقمه العيش لهم. ولقد اوردت وزاره التربية ان نسب المتسربين من مقاعد الدراسة شمل 60 %من الذكور و30 الى 40 %من الاناث خصوصا في المناطق التي تنعدم فيها وجود مدارس قريبه او تلك التي تقطن في مناطق تشهد اعمالا عسكريه وكذلك شريحه النازحين ممن فروا نتيجة اعمال العنف من مناطقهم الى مناطق اخرى. الفصل الثاني على الاديب ودوره التخريبي في وزاره التعليم العالي هو على زندي الملقب بالأديب العضو الفاعل والنشط في حزب الدعوة الاسلامي الممول والمدعوم من ايران.معلم لم يتم دراسته الإعدادية ويقال بانه اخذ شهادته من احدى حوزات ايران الغير معترف بها اصلا ومشكوك بشهاده الدكتوراه التي قدمها لاحقا. اعتلى منصب الوزارة في وزاره التعليم العالي والبحث العلمي عندما استحوذ حزب الدعوة الذي ينتمي اليه على الحكم في العراق ولم تكن عمليه اختياره من قبل المالكي اعتباطيه ولا عفويه بل هي وفق خطه ذكيه ومدروسة ومخطط لها سابقا لتدمير التعليم العالي في العراق وربطه بالنهج الصفوي والمد المذهبي الذي اسس له لاحقا في صروح الجامعات والكليات العراقية. ومن جمله ما قام به الاديب في تحطيم التعليم العالي وتشويهه بالكامل قيامه بإقالة العديد من الأساتذة الاكفاء من ذوي الخبرات والتخصصات الكبيرة بسبب عقدته الشخصية والمرضية تجاه البعث ورموزه عندما قام بأقصاء خيرة الأساتذة والعمداء والتدريسيين من الكوادر التعليمية التي يشهد لها بالعلمية والتفوق والذكاء والنزاهة محاوله منه لتنفيذ الأجندة الإيرانية في التخلص من كل ما هو وطني وعروبي وينتمي للثقافة العراقية العربية الخالصة واستئصاله نهائيا من جسد التعليم. فقد قدم الاديب العديد من الأساتذة ممن لا تاريخ اكاديمي معروف لهم وشملهم بالتعيينات في الجامعات والكليات والمعاهد وقد كانت الأفضلية لذوي شهداء حزب الدعوة اولا ومن ثم لشهداء ما سمي بالانتفاضة الشعبانية . وضمن كذبه اطلقها المالكي وروج لها كنوع من الدعاية الانتخابية له ولحزبه الحاكم قام الاديب بالترويج لفتح واطلاق بعثات دراسية لبريطانيا وامريكا بعدد بلغ 10000 طالب. وفي الواقع لم يتم ارسال سوى 500 طالب وطالبه فقط ممن ينتمون لحزب الدعوة او كان لهم آباء منتمون للحزب او من ذوي شهداء الحزب .وبتكلفه ماليه بلغت 190 مليار دينار .وضمن وثيقه تضمنت مراسيم وضع موازنه عام 2011 تم رصد مبلغ 100 مليار دينار عراقي للبعثات ضمن مبادرة اطلقها المالكي ولكنها لم تتحقق ولم تنفذ فعليا اضافه الى مبلغ 90 مليار معتمده صمن نفس الوثيقة لنفس الغرض ولقد اعلن الاديب عن اطلاق 1945 درجه وظيفيه للكفاءات التي تحتاجها الجامعات ولكن تبقى الأفضلية في الاختيار لذوي شهداء حزب الدعوة اولا ومن ثم يتم الاختيار وفق اسباب مذهبيه وطائفيه عرفت عن الاديب بممارستها. بشكل واسع وكبير حينما تقلد الوزارة .وقد بررت اللجنة العليا لتطوير التعليم الثانية والتابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء عمل الاديب هذا بكونه يحتاج الى هده الدرجات لسد النقص الحاصل في الجامعات والكليات. ولقد عرف عن الاديب شراسته ومقته الشديد لكل ما هو وطني ونزيه وكفء لشعوره بعقده النقص تجاه شهادته التي اعتبرت مزوره ولعدم كفاءته العلمية التي لم تؤهله لقياده الوزارة بشكل سليم. فقد قام بإحالة الكثير من الأساتذة بعمر ال65 عام على التقاعد بحجه ان لديه الكثير من الخريجين والتدريسيين الذين يحتاجون لفرص عمل برغم ان من عينهم لم يكونوا بنفس كفاءه من اقالهم فهم اما خريجو دراسات دينيه مثله او جامعات اهليه والتي تعرف بعدم رصانتها العلمية وكفاءتها التدريسية . لقد حول الاديب الصروح التعليمية في الجامعات الى ثكنات عسكريه ومذهبيه وطائفيه حينما فصل الجنسين في الجامعات بتوجيه من المرجع بشير النجفي بدعوى محاربه الاختلاط لكونه مدعاه لنشر الميوعة والفساد الاخلاقي في 12/27/2010. ولقد عرف عن الاديب ميوله الانتقامية عندما حصلت في عهد توليه للوزارة الكثير من حوادث الاغتيالات للطلبة والأساتذة المنتمين لمكون معين او لحزب البعث ولقد انتشرت المظاهر المليشياويه والمسلحة في الجامعات لتشكل خطرا آخر يهدد حياه الطلبة والتدريسيين على حد سواء. اما افتتاحه للعديد من الكليات والجامعات الأهلية فلقد اعتبرها المعنيون بشأن التعليم كارثه تعليميه كبيره تمهد لقتل التعليم تدريجيا وذلك لكون هده الجامعات لم تعتمد المعايير العلمية المضبوطة في مناهجها ولأتخضع لضوابط الرقابة والمحاسبة في فرصها للقسط المالي على الطلبة فأصبحت المبالغ هده تعتمد وفق الاهواء والمطامع الخاصة لمن يدير هذه الجامعات ويستخدمها للربح المادي فقط لأن هذه الجامعات تعد بالنجاح المضمون ! الفصل الثالث جامعه البكر وفضيحه فساد كبرى هي احدى الصروح العلمية الكبرى التي أُسست اواسط السبعينات وجاءت تسميتها تيمناً بالرئيس العراقي احمد حسن البكر. وهي تُعنى بالدراسات العسكرية العليا .فقد قدمت الكثير من خريجي وحمله الشهادات العليا للماجستير والدكتوراه في العلوم العسكرية. وتعد من اكبر واهم الصروح العسكرية في العراق والمنطقة كونها خرجت العديد من كبار الضباط والقادة العسكريين من العراقيين والعرب . وتقع في منطقه الوزيريه ببغداد وضمن مساحه 14 الف متر مربع .وتدرس العديد من التخصصات والعلوم العسكرية منها كليه الحرب وكليه الاركان وكليه الدفاع الوطني وكليه القيادة. ولها العديد من الأنشطة والندوات والمؤتمرات التي تهتم بالشأن العسكري والسياسي كذلك .ولقد اصدرت العديد من البحوث والدراسات العسكرية وتبنت نشر وتوثيق الكثير من المؤلفات العسكرية المهمة لبعض الضباط والعسكريين المشهود لهم بعمليتهم وخبراتهم والعسكرية. وللأسف الشديد انتهى تاريخ هذا الصرح العملاق والعريق ليكتب له الزوال على يد زمره حزب الدعوة الصفوي متمثلاً بحسين بركه الشامي مستشار المالكي للشؤون الدينية الذي تم عزله مؤخرا من منصب رئيس ديوان الوقف الشيعي. ولقد عُرف عن الشامي هذا بين اوساط الجالية العراقية في بريطانيا بكونه شخص انتهازي ومتملق لذوي الدخول المرتفعة. فقام بشراء الجامعة بمنشئاتها بمبلغ بخس قيمته مليار و300 مليون دينار عراقي فقط بمبلغ الف دينار للمتر الواحد .علما ان قيمتها الحقيقيه تساوي اضعاف هذا المبلغ بكثير حيث قدرت بحدود 800 مليون دولار ! ولقد قام الشامي بشراء الجامعة وتحويلها ديوان الوقف الشيعي وتسميتها بجامعه الامام الصادق ومن ثم تحويلها الى جامعه اهليه .تمهيدا منه للأستيلاء عليها وجعلها تابعه له شخصياً. ولقد بينت اللجنة التابعة لهيئة النزاهة والمعنية بالتحقيق في هذه الواقعة ان عقد البيع هذا غير قانوني وابطلته ، حيث صرح رئيس هيئه النزاهة بهاء الاعرجي ان هناك فسادا ماليا كبيرا فيما يخص موضوع الجامعة. فلايجوز شراء ما هو عام وملك للدولة وتحويله الى خاص وملك لشخص بمبلغ لا يساوي ربع بل اقل بكثير من قيمتها الأصلية .وهنا اوضح الاعرجي انه تم رفع دعوتين احداهما مدنيه ضد وكيل وزير الاتصالات ومدير الدائرة القانونية وموظف بدرجه مدير عام بنفس الوزارة كونهم وافقوا على البيع دون عرضها ضمن مزايده علنيه اي تم بيعها خلافاً لقانون بيع وايجار اموال الدوله .وأخرى جزائية ومن الملفت للانتباه ان السيد الشامي قام برئاسة ادراه الجامعة تحت الضغط والترهيب وبتزوير منصبه فهو يوقع تحت اسم الدكتور رغم عدم حصوله على اي شهاده دكتوراه وانفرد بإصدار الاوامر والقرارات المالية والإدارية دون الرجوع الى اعضاء المجلس حيث قام بأبعاد العديد من عمداء الكليات والأساتذة والتخلص منه واستبدالهم بمن يدينون له بالولاء او ممن قبل التعاون معه او من يشابهه في خطه ونهجهِ المذهبي والعقائدي. ومما اكدته المعلومات لاحقا الدور المشبوه الذي تقوم به هذه الجامعة التي لبست شكل الجامعة الدينية المعنية بالدراسات الدينية و الحوزويه الى دور اكثر تخريبا يمارس في الخفاء وبعيدا عن انظار ورقابه التعليم العالي. فقد اكدت المعلومات ان هناك العديد من الباحثين الايرانيين ممن يمارسون بحوثهم وبالذات في مجال هندسه البكتريا وما يخدم برنامج التسلح الايراني. ليؤشر بذلك على مؤشر خطير وهو هيمنه وسطوه المخابرات الإيرانية على هذه البحوث . لقد تأسست هذه الجامعة في بداية الامر باعتبارها معنيه. بالشؤون الدينية فقط ومن ثم تم توسيعها لتشمل تخصصات الكيمياء والفيزياء والهندسة والعلوم اضافه الى التخصصات الاخرى التي استحدثت لاحقا كالأعلام والآداب والقانون والسياسة الخاتمة لقد كان للدور الايراني والامريكي متمثلا بالهيمنة والاحتلال أثر كبير وعميق في احداث فجوه يصعب ملؤها في مجال التعليم بل ووصلت به الى الهاويه وما هيئته من ادوات تدميريه كادخال المفسدين والمرتشين والسراق من الانتهازيين الى هذا القطاع الحيوي وقيامها بزج متعمد ومقصود بالكيانات الحزبية الفاسدة التي تميل وتدين بالولاء الى المد الصفوي التوسعي المدمر. وهذا ما بينته الفصول الثلاث على التوالي في كشفها للأسباب الأساسية التي عجلت بأنهاء وتهديم قطاع التعليم بشقيهِ في التربية والتعليم العالي والبحث العلمي وقد اخترنا ابرز شخصيه أجراميه عميله سعت من خلال نفوذها وتغلغلها الى السعي الحثيث لتنفيذ هذه الجريمه متمثلة بالمجرم على الاديب (وزير التعليم العالي والبحث العلمي لاربع سنوات مضت من عمر حكومات العملاء المتعاقبه) .وقمنا بإيراد نموذج حي على ما أحدثته منظومه الفساد هذه الا وهي قضيه جامعه البكر وتحويلها الى جامعه اهليه تدار من قبل مجرم مبتز ومفسد. اننا بهذا قد لخصنا وبشكل سريع ما قد افرزته تلك العصابه الحاكمة على مدى ١٢ عاما من تدهور وانهيار تام لنكون بذلك قد سلطنا الضوء على اخطر جريمة ارتكبها الاحتلال وعملائه لبلد عرف بانه وطنا لأكبر واقدم الحضارات التي علمت البشرية والعالم اول حرف واصول الكتابة. . اللهم قد بلغت ..اللهم فأشهد المصادر 1 - جريده البينة/الفساد سرطان يهدد مؤسساتنا التعليمية .حسن طبره 2005 2 - الأتحاد/ثلاثي يهدد التعليم العراقي. علي حسين عبيد. 3 - واقع التربية والتعليم في العراق بعد 2003/عبد الجبار النوري.2015 4 - التعليم في العراق بين الماضي والحاضر. 5 - دار بابل للدراسات والاعلام.2009. 6 - واقع التعليم بين رهانات التطور وتحديات الواقع./الشبكة العربية العالمية. 7 - مؤسسه وطنيون الإعلامية /التعليم في العراق اشكاليات اساسيه ام تربويه.2003 8 - موقع كتابات/هل سيستطيع الشهرستاني اصلاح ما افسده الاديب. فراس آل عثمان. 9 - واحه الحرية/جامعه الامام الصادق اكبر فضيحه لا بطال دوله القانون. الاتحاد العام لشباب العراق في المهجر
أوكار الجاسوسية الإيرانية في أوربا .... بقلم : جمال العربي – ضابط مخابرات سابق
أوكار الجاسوسية الإيرانية في أوربا .... بقلم : جمال العربي – ضابط مخابرات سابق
ما أضعه بين أيديكم وأكشفه لكم في هذا المقال يتعلق تحديداً بأمرين رئيسيين : السياسة المخابراتية الإيرانية في تجنيد العملاء . أوكار رصد ومتابعة وتنفيذ مهام التجنيد لصالح المخابرات الايرانية . علما ان كشف حقيقة كيف تجري الأمور خلف ستار كواليس المسرح العملياتي المخابراتي يتم بناءاً على تراكم معلوماتي أمني نحصل عليه نتيجة متابعة لنشاطات العدو وفعالياته المخابراتية . ننوه بأن ما سنطرحه هنا لن يقدم كاملاً بالتفاصيل حفاظا على مصادرنا وحماية لها. تحدثنا في مقالنا السابق عن صنف "الجواسيس المثاليون" .... هو ما تسعى خلفه المخابرات الايرانية لبناء قاعدة جاسوسية ضخمة إعتمادا على جيشا من الجواسيس المثاليون . حيث تعتمد المخابرات الايرانية العقيدة المذهبية في التجنيد سعيا لتجنيد شباب المسلمين الشيعة من العرب وغير العرب وباتت تنتشر في أوساط المجتمعات الشيعية بواسطة رجال الدين والنساء ، وهذه السياسة أتبعتها منذ الحرب العراقية – الايرانية وإدخال العقيدة المذهبية في بناء المؤسسات الامنية والمخابراتية وصناعة ذراع خارجي تناط به المهام الخارجية ( تجنيد ، إغتيال ، خطف ، تجسس ) فضلا عن بناء قوة إقتصادية عبر توظيف المال في إنشاء مصانع وشركات وتحويلها لأعمال منظمة تدر الكثير من الأموال تعمل جميعها كواجهات للحرس الثوري الإيراني في الخارج . تصنف تلك الواجهات الاقتصادية على النحو التالي : أما تعمل بعضها كواجهات للتجنيد والتجسس بشكل شبه كامل ، أما البعض الآخر يعمل كأجسام خاملة أو نائمة لا نشاط مخابراتي تقوم به إلا نادرا " المهام النوعية الحساسة " . فهي مزروعة لمهام أكثر تعقيداً . وتلك من الصعب جداً كشفها إلا من خلال مراقبة حثيثة لفترات زمنية طويلة وزرع عناصر مخصصة لهذا النوع من المتابعة الحثيثة لكل شاردة وواردة.وهذا يحدث في كثير من المصارف التي قد تؤدي مهمة واحدة خلال العام الواحد أو أكثر من عام حتى! لصالح واجهة مخابراتية إيرانية !!. فهي لا تمارس مهام كثيرة حفاظا عليها من الكشف. المراكز الدينية والحسينيات والجمعيات الخيرية ...أغلبها تعد أوكاراً للتجنيد والتجسس على الأفراد والحكومات والمؤسسات . في أوربا على سبيل المثال فالحسينيات الشيعية تعتبر من أبرز الأوكار الجاسوسية التي أكتشفنا نشاطات مريبة لها ، فهي تتلقى أموالا من الحرس الثوري بواسطة رجال أعمال تدرج تحت مسمى " تبرعات " رجال الخير والمتمكنين!!. على سبيل المثال فهذا الأمر يحدث مع قناة "فدك" في بريطانيا التابعة لما تسمى بهيئة خدام المهدي ويديرها المدعو ياسر الحبيب ، فتمويلها كما معلن من خلال رجال أعمال شيعة من كافة أنحاء العالم ، وطلاب حوزويين ، بالحقيقة هي تتلقى تبرعاتها من "المخابرات الايرانية – الادارة المالية " بتوصية رسمية من رؤساء أقسام : "تجنيد العملاء ، التجسس المضاد" ( معلومة تم الحصول عليها من داخل المؤسسة الإيرانية الامنية ) . أما الحبيب فهو كثيرا ما يهاجم الحكومة الإيرانية بتوصية من قبل المخابرات الايرانية ، ذلك للتغطية على نشاطه المخابراتي وكذلك للحفاظ على علاقته الوثيقة جدا بالمخابرات البريطانية التي يقوم بمهام إعلامية بالاتفاق معها ايضاً ، وهو لا يتلقى تعليماته مباشرة من المخابرات الايرانية وإنما يتلقاها من خلال أحد رجال الاعمال الباكستانيين " المتبرعين " لقناته تلك . فالنشاط المرتبط به ليس إعلامي فحسب ، وإنما مخابراتي ، كذلك يتلقى بعض المعلومات الحقيقية"المدروسة " من قبل المخابرات الايرانية لإيصالها للمخابرات البريطانية ليتمكن من إيصال معلومات "نوعية" كاذبة للجهاز البريطاني ايضاً. نأتي على ذكر أمثلة للحسينيات التي في حقيقة الأمر هي أوكارا للمخابرات الايرانية .... حسينية الحيدري السويد –ستوكهوم- فورباري التي يديرها المدعو أبو حيدر ، هي حسينية تابعة لمنظمة بدر العراقية ، تقوم الحسينية بتقديم تذاكر سفر مجانية لإيران بحجة العلاج وزيارة الاماكن المقدسة للأشخاص الذين تأتي التعليمات بإرسالهم لإيران بهدف التجنيد ذلك بعد مراقبة ودراسة لحالة الشخص المرشح ليكون عميلا للمخابرات الايرانية ، هذا الأسلوب المتبع من قبل المخابرات الايرانية داخل الحسينيات لتجنيد الشباب والاشخاص الذين يوضعون تحت الرقابة لمدة شهر واحد قد يمدد لفترات أطول بحسب الحاجة . يذكر ان هذه الحسينية زارها في العام 2008 باقر جبر صولاغ وألقى خطبة فيها وتم خلال زيارته تلك توزيع مشاريع ومقاولات في العراق لرجال أعمال مقيمين في السويد . من ضمن الواجبات التي تقوم بها الحسينية تجنيد الشباب للقتال في العراق فيتم إرسالهم فرادا فرادا يقاتلون لمدة شهرين – 3 شهور ثم يعودون للسويد ويتلقون رواتب مخصصة لهم مقابل ذلك .أما الجانب المخابراتي فيتم إرسالهم لإيران . في مقالنا القادم سنستمر في مشوارنا بكشف الأوكار التجسسية للمخابرات الايرانية في أوربا ..