05/31/2023 17:22:43
الاخبار الاحوازیه
يا محمّرة الشهداء يا أمّ خزعل والثوار
مقالة في الذكرى السنوية لثورة المحمرة ومجزرة الأربعاء السوداء
فؤاد سلسبيل الفيصلي – أبو رسالة لا أنطلق عندما أذكرك يا محمّرتي من منطلق المناطقية أو الأنانية المناطقية، ولكن يا مدينة الأحرار هذا تأريخ والتأريخ هو الفيصل بتسجيله كل شئ لأنه لا يجامل فيما يسجل. يا درّة الأحواز والخليج العربي يا منبع الخير وعنوان التحدي: أنتِ دائمة الذكر عندي يا حلوة الذكر والإسم لأنك مسقط رأسي وآخر عاصمة في عزّ مجدي أنا الأحوازي الذي غُرست في جسده مخالب الإحتلال الفارسي كي ينساك... كيف يكون ذلك وأنتِ بيتي أنا الأحوازي وبيت أميري وعنوان عروبتي وساحة ثورتي ونضالي... لا لن يكون ذلك أبدا... شعب الأحواز كله يتنسم رائحتك وشذى زهوك ومجد خزعلك يا أم القصور التي زارها وتمنى أن يزورها كل من أصبح ( فحلا حاكما ) لا يطيق سماع ذكراك بعد أن كان فضلا لحاكمك عليه. يا أم الأربعاء السوداء أين من حاول ذبحك وأين جزاريك؟ لن أنساك ولن أنسى الشهداء والأسرى والجرحى والمشردين في يوم الأربعاء السوداء لن أنسى... كيف أنسى كل ذلك وأنا الشاهد على ما جرى عليك وفيك... كيف تنسيني السنين تلك المشاهد المروّعة أنا الشاهد الذي يؤلمني باستمرار ما جرى على شعبي وحرمني من رؤية محياك القتلة والمجرمين طيلة هذه السنين... فالنحكي وتحكين أحداث تلك المجزرة والملحمة.... أنا الشاهد وأنتِ وأبناء جيلي يا جميلتي... أين الثور الهائج الذي أراد في ذلك اليوم، في الأربعاء الأسود تدمير كل شئٍ جميلٍ في متحف خزفك؟ أين التيجان والعمامات السوداء والبيضاء والجنرالات والطغات؟ كلهم ذهبوا وأنتِ الباقية مع الباقيات. يا محمّرتي: نعيش ذكرى أيامك تلك التي هجم فيها - أعتى عتاة الأرض - على أبناء شعبنا الأحوازي الذين لم يرتكبوا ذنبا بعينه سوى انهم طالبوا بحقوقهم الشرعية، لكن هؤلاء العتاة قتلوا وجرحوا وأسّروا وشرّدوا منهم خلقا كثيرا واستباحوا كل شئ فيكِ ولم يسلم من قساوتهم وجرائمهم حتى طفلك الصغير، حتى شيخك الكبير، حتى النساء والشجر والحرث والنسل، وجعلوا كل شئ فيكِ شذرا مذرا عسى أن يهدأ حقدهم على العروبة وأبناء العروبة. قصّي قصتكِ المؤلمة في مجزرة الأربعاء السوداء للأجيال وقولي لهم: أسس العرب عام 1979 مؤسساتهم السياسية والثقافية التي تمثلت بالمنظمة السياسية للشعب العربي الأحوازي والمركز الثقافي العربي في المحمرة كي تقوم بالمطالبة بحقوقهم الشرعية من نظام كذب حين إدعى أنه إسلامي جاء كي يعطي كل ذي حقٍ حقه ولكن في الحقيقة أخذ من كل عربي ذي حقٍ حقه. قولي لهم ولا تنسي يا لسان التأريخ لأنك أنتِ من سيبقى ممن عاش تلك الأيام يا محمّرة الأحوازيين جميعا: واجه نظام الكذب والدجل في ايران مطاليب شعبنا ليس فقط بالرفض التحريري والشفهي لكنه رفضها بواسطة النار والحديد، وبواسطة القتلة الذين جاؤوا اليك يريدون قطع النسل العربي فيك، وذلك في يوم الأربعاء المصادف 30/5/1979 حين هجم المقبور المجرم الأدميرال أحمد مدني ذاك العنصري المعروف بحقده على العرب وبأمر من قائده الخميني على الأحوازيين وارتكب مجزرة قل نظيرها في التأريخ. قولي لهم أيضا: إنّ أهلك الأحوازيين نعم الأهل أهلك كانوا، حيث وقفوا بكل عنفوان بوجه هؤلاء المجرمين، وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة والفداء... تلك الوقفة التي مازال صداها يطن في آذان التأريخ، لأنهم سطروا خلال هذه المجزرة وبعدها أروع الملاحم البطولية في الدفاع عن النفس حيث سرقوا النوم من عيون الأعداء حين كانوا ينشدون لكارونك أنشودة المجد بعملياتهم الفدائية التي هزت أركان بلاد فارس... ذهب المجرمون والقتلة... وباقية أنت وثيقة بيد الأحوازيين.... لأن خزعلهم غزوه الفرس وأسّروه وأنهوا حكمه الشرعي بقوة السلاح فيك، فلابد من أن يستردوا البلاد بكِ أيتها الوثيقة الشرعية يا آخر عاصمة للمجد الأحوازي.