وصلنا البيان التالي وهو مرسل من قبل أبناء شعبنا في الداخل، في دولة الأحواز العربي المحتل، وطلب منا مندوب اصحاب البيان نشره في الموقع الرسمي للجبهة العربية لتحرير الأحواز وجميع صفحاتها على مواقع التواصل الإجتماعي، ونحن بدورنا نلبي طلب ابناء شعبنا في النشر وفي كل ما يخدم قضيتنا العادلة ومشروعنا الأحوازي التحرري. 

من أبناء الشعب العربي المظلوم في جميع مدن الأحواز المحتلة إلی جمیع شرفاء العالم في الداخل والخارج ممن یتابعون الوضع في مدن الأحواز کافة ووحشیة نظام الملالي البائد وفساده اللامحدود، وبالأخص‌‌ إلی من یتابعون بحرقة ما تشهده مدینة عبادان وانتفاضة شعبها الباسل الأبي هذه الأیام:
ما حدث لیلة البارحة أي مساء يوم الأحد 29 أيار 2022 في مدینة عبادان، رمز الشموخ والإستبسال، کان صفعة کبری لم یتلقاها النظام المجرم منذ أمدٍ بعید.
إلیکم ما حدث:
منذ یومین قبل يوم الأحد انتشرت في وسائل التواصل الإجتماعي منشورات تفید بدعوة الناس من قبل إمام‌ جمعة المدینة (والذي یعتبر ممثل المرشد في کل مدینة) الی الحضور والمشارکة في مراسم حکومیة إدعی مکتبه کذباً بأنها مجلس عزاء نُصِبَ لتأبین ضحایا الکارثة التي حلت بعبادان وهي انهیار برج متروبول والذي انهار نتیجةً لفساد المسئولین وأجرامهم وراح 40 شخصاً ضحیته منذ بدء رفع الأنقاض بعد انهیاره، وسینهار النظام الإيراني كذلك بنفس السبب (وهو فساده وظلمه وإجرامه) عن قریب ان شاء الله.
فمنذ أول أمس روّجت الماکنة الإعلامیة للنظام في مدن الأحواز المحتلة لدعایة تفید بحضور عشرات الآلاف في هذه المراسم الحکومیة نصرة للنظام.!!!
معتبرةً أن المشارکة المکثفة للشعب فیها ستکون بمثابة بیعة أهالي عبادان المظلوم مع المرشد ونظامه المجرم!! والبراءة ممّن وصفوهم بالمخربین حسب زعمهم الباطل!!
لكن وبسبب وعي الجماهیر الأحوازية ومعرفتهم بألاعیب النظام الدعائیة وأکاذیب ماکنة البروباغاندا التابعة له، وعلم الشعب المؤکد بأنه لا یوجد في ایران عامة ومدن الأحواز خاصة، لایوجد مخرب إلا النظام نفسه، جهز الناس أنفسهم للذهاب إلی هذه المراسم الحکومیة لیستفیدوا من الفرصة المؤاتیة بإستتباب الأمن وعدم القمع والتعرض لأحد منهم أو اعتقاله (لأنها مراسم حکومیة) کي یقلبوا السحر علی الساحر ویهتفون ضد النظام ویفلشون المخطط الإجرامي الذي کان یهدف الی بث صورة للداخل والخارج تفید بمناصرة الشعب الأحوازي للنظام المجرم!
لکن الشعب الأحوازي الواعي الرشید، یعرف مخططاتهم وألاعیبهم المتمثلة في الدعایة الکاذبة المستمرة في الاذاعة والتلفزة وتجنید الذباب الإلکتروني لنفس الغرض، وقد کان الشعب لهم بالمرصاد، وأی مرصاد!
فقد أتت الجماهیر من کل مکان وبزخم کبیر یقدر بعشرات الآلاف، وعند بدء المراسم وقبل ان يتحدث امام الجمعة الی الحشود الحاضرة، بدأت الهتافات ضده وضد نظامه المجرم مطالبة إیاه والقوات الأمنیة المرافقة له بالرحیل وعدم التفوه ولو بکلمة واحدة!
واستمرت شعارات «بی شرف بی شرف» أي (غیر شریف غیر شریف) ضده وضد مسئولي النظام‌، وهتافات أخری مثل الموت للدیکتاتور والموت لخامنئي وغیرها مما تسبب في هروب امام الجمعة من المکان، وبدأ الهجوم علی الناس والذي استمرت بالهتافات المناهضة للنظام تحت وطأة الأمن والإستخبارات الوحشيین وضربهم للناس بالهراوات واطلاقهم للغازات المسیلة للدموع.
في هذا الأثناء إنضمت أعداد هائلة وألوف مؤلّفة من أبناء العشائر، إنضمت للجماهیر الحاضرة في المکان، یتقدمها شیوخها الأبطال قادمین من عدة مدن من ضمنها معشور والفلاحیة وجزیرة صلبوخ وغیرهما وهذا ما أدهش وأربك قوات النظام الأمنیة ومرتزقته الوحشیین القمعیین المدججین بالسلاح‌ وجعلهما في حالة من الهیستیریا، یطلقون ما بحوزتهم من غاز مسیل للدموع ورصاص حي بعشوائیة تامة!
نعم، فقد اختل التوازن عند دخول العشائر المتمثلة بشیوخها والذین کانوا في مقدمة الجماهیر، في حین کان النظام طیلة 43 عاماً یراهن على نصرته من قبل بعض العملاء أو المرتزقة، الذین یسمون أنفسهم ونصّبوا أنفسهم بالشیوخ أو السادة أو الوجهاء والذین لایعترف بهم أحدا من أبناء الشعب بتاتاً وسیکون حسابهم عسیراً جداً أعسر من حساب النظام نفسه بعد انتصار الثورة التحررية المبارکة إن شاء الله.
کما ذکرنا بأن النظام کان قد راهن علی بعض هؤلاء طیلة العقود الأربعة المنصرمة، ولکن البارحة، اي مساء الأحد کشف الأصلاء من الشیوخ والعشائر معاً عن معدنهم الأصیل في هذا الحدث الجلل الذي قاموا به وصنعوه، وسیُکتب في تاریخ النضال الأحوازي بأحرف من ذهب.
نعم لقد برهن شیوخ العشائر بانهم لا زالو من الشعب وللشعب، مسخرین أنفسهم وما یملکون لنصرة قضیتنا العادلة، وقالوا بإنتفاضتهم هذه بوضوح للنظام بأنه لو کان یرید الإستمرار في همجیته وقمعه للشعب الأحوازي واحتلال أرضه ونهب ثرواته وقتل أبنائه، فإن الشیوخ والعشائر بکافة طوائفها لن تسکت من الأن فصاعداً وستواجهه بکل ما أوتیت من قوة، وإن کان النظام الايراني یرید أن یعطي جمیع حقوق الشعب العربي الأحوازي دون انتقاص من خلال ثورة بیضاء وذلك بترك الأحواز  وعودتهم الى حدود دولتهم الإيرانية خلف الجبال، فستجعلها العشائر وشیوخها ثورة بیضاء، وإن کان یریدها ثورة حمراء، فنحن لها وسنجعلها ثورة حمراء وقد أعذر من أنذر.
بسم الله‌ والله اکبر.
عاش الوطن.
عاش الشعب العربي.
عاش الشرفاء من العشائر الأحوازية، وايضا غیر العربیة من الشعوب غير العربية في ايران، المناضلة ضد دولة الاحتلال الايراني ونظامها نظام الملالي من أجل تحرير اوطانهم.
والنصر لطلّاب الحق‌.
عدد من أبناء عبادان بالتنسيق مع الناشطين في باقي المدن الأحوازية 30 - 5 - 2022