02/16/2023 16:31:01
الاخبار العالمیه
فرنسا: إضرابات جديدة للمرة الخامسة احتجاجا على مشروع تعديل نظام التقاعد
فرنسا: إضرابات جديدة للمرة الخامسة احتجاجا على مشروع تعديل نظام التقاعد تشهد فرنسا الخميس يوما خامسا من الإضرابات والمظاهرات احتجاجا على مشروع الحكومة تعديل نظام التقاعد، في ظل نقاشات مشحونة في البرلمان بين السلطة التنفيذية والمعارضة الرافضة للمشروع الذي يتمسك به الرئيس إيمانويل ماكرون. وتندد النقابات بما تسميه إصلاحات "غير عادلة وغير مبررة"، والتي من أبرز ما تهدف إليه رفع سن التقاعد من 62 عاما إلى 64. وبدت التعبئة أقل من سابقاتها في خضم سعي النقابات للتركيز على التحرك في السابع من آذار/مارس مع تهديدها بـ"شل" البلاد.
لخامس مرة، خرج الفرنسيون بدعوة من النقابات العمالية إلى الاحتجاج الخميس ضد مشروع إصلاح نظام التقاعد الذي اقترحته الحكومة. وتدافع رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، التي تقف في الصف الأول في المواجهة، عن الإصلاح، وتشدد على ضرورة "ضمان مستقبل نظام المعاشات التقاعدية" للشعب الفرنسي، فيما تقدمت المعارضة اليسارية بطلبات لآلاف التعديلات. وبدا تأثير الحركة الاحتجاجية الخميس محدودا في وسائل النقل مع تسيير أربعة قطارات سريعة من كل خمسة فيما الحركة طبيعية في مترو باريس. إلا أن 30 % من الرحلات الجوية في مطار باري-أورلي ألغيت. في قطاع الطاقة عمد العاملون في شركة "كهرباء فرنسا" EDF خلال ليل الأربعاء الخميس إلى عمليات خفض عدة في انتاج الكهرباء بأكثر من 3 آلاف ميغاوات بقليل أي ما يوازي انتاج ثلاثة مفاعلات نووية، من دون أن ينقطع التيار عن المشتركين. وجمعت عريضة أطلقتها النقابات احتجاجا على مشروع إطلاح نظام التقاعد "الظالم" حتى الأربعاء، مليون توقيع بحسب منصة change.org. وكانت أيام التعبئة الأخرى منذ منتصف كانون الثاني/يناير جمعت نحو مليون شحص بحسب الأرقام الرسمية. وبموجب هذا المشروع، اختارت الحكومة تمديد مدة العمل لمعالجة التدهور المالي لصناديق التقاعد وشيخوخة السكان، حسب تعليلاتها. وهي تؤكد في دفاعها عن مشروعها أنه "سيحقق تقدما اجتماعيا" لا سيما عبر رفع المعاشات الصغيرة. ولا تتمتع حكومة إليزابيث بورن بأغلبية مطلقة في الجمعية الوطنية التي تسمح لها بتمرير مشروعها. وهي تعول خصوصا على دعم اليمين التقليدي لكنه ليس مضمونا حاليا. وفرنسا واحدة من الدول الأوروبية التي تعتمد أدنى سن قانوني للتقاعد من دون أن تكون أنظمتها متطابقة. بموازاة ضغط النقابات، يتواجه النواب منذ السادس من شباط/فبراير في الجمعية الوطنية حيث تملك حكومة رئيسة الوزراء إليزابيث غالبية نسبية فقط، خلال مناقشة مشروع القانون. وتشن المعارضة، اليسارية خصوصا، معركة تعطيل. وفي آخر احتجاجات ضد المشروع، نشرت السلطات عشرة آلاف عنصر بين شرطيين ودركيين، بينهم 4500 في العاصمة. وتم توقيف عشرة أشخاص في باريس، وفق الشرطة، كما تم نقل دركي إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد تعرضه لإصابة في العين من جراء رشق مقذوفات. إضراب مفتوح "لشل" البلاد ودعت النقابات مطلع الأسبوع الجاري إلى "إضراب قابل للتمديد" اعتبارا من السابع من آذار/مارس المقبل "في جميع القطاعات" للضغط أكثر على الحكومة. وقالت النقابات المعنية في بيان مشترك الاثنين "تدعو فروع الاتحاد العام للعمل لعمال الموانئ والأرصفة والسكك الحديد والصناعات الكيماوية والزجاج والسيراميك ومناجم الطاقة إلى التوقف عن العمل لمدة 24 ساعة في يوم الإضراب والتعبئة بين المهنيين في 16 شباط/فبراير 2023". ولا يزال التصعيد خيارا أمام النقابات لم تعتمده بعد. وأشارت النقابات إلى أنها لا تزال "تبحث معًا في الظروف الممكنة لأي تصعيد، لا سيّما من خلال الإضراب القابل للتمديد". وكررت تنديدها بـ"إصلاح غير عادل وغير مبرر" يرفع سنّ التقاعد من 62 إلى 64 عامًا. وأضاف موقّعو البيان "يوم 16 شباط/فبراير، مشاركة الجميع في الإضراب وفي الشوارع للمشاركة في التظاهرات في مختلف المهن للفوز بالتراجع عن إصلاح نظام التقاعد". من جهتها، اقترحت نقابة "متضامنون" على "جميع العمال والعاملات، في القطاعين العام والخاص، أن يناقشوا في الجمعيات العمومية إمكان تمديد الإضراب اعتبارا من السابع من آذار/مارس وفق الإجراءات الخاصة بكل قطاع".