12/21/2022 18:54:49
الاخبار العالمیه
قصص تاريخية رفضا للمحاكمة.. انتحر رئيس وزراء اليابان بهذه الطريقة
قصص تاريخية رفضا للمحاكمة.. انتحر رئيس وزراء اليابان بهذه الطريقة فوميمارو كونويه صنف كواحد من السياسيين اليابانيين المثقفين بسبب إتقانه للغتين أجنبيتين ومطالعته للكثير من الكتب حول الأدب الغربي
صبيحة يوم 7 ديسمبر 1941، هاجمت الطائرات اليابانية قاعدة بيرل هابر الأميركية بجزر هاواي بعرض المحيط الهادئ متسببة في مقتل ما لا يقل عن ألفي جندي أميركي وتخريب كمية كبيرة من المعدات العسكرية الأميركية. وعقب هذا الهجوم المباغت، لم تتردد الولايات المتحدة الأميركية في إعلان الحرب على اليابان باليوم التالي لتتوسع بذلك دائرة الحرب العالمية الثانية وتشمل مناطق أخرى بالمحيط الهادئ. إلى ذلك، شهدت الأسابيع القليلة التي سبقت هجوم بيرل هابر حدثا قلب الموازين باليابان. فبشكل مفاجئ، أقدم رئيس الوزراء فوميمارو كونويه (Fumimaro Konoe) على الاستقالة تاركا بذلك منصبه للجنرال هيداكي توجو (Hideki Tojo). رئيس وزراء اليابان يصنف فوميمارو كونويه، المولود يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر 1891 بطوكيو والمنحدر من عائلة كونويه الأرستقراطية، كواحد من أبرز السياسيين المثقفين باليابان ما بين ثلاثينيات ومطلع أربعينيات القرن الماضي حيث تكلم الأخير بطلاقة الألمانية والإنجليزية، وطالع أعمال أوسكار ويلد وأعجب ببعض النظريات الماركسية الاجتماعية. وقد درس الأخير العلوم الاجتماعية بجامعة كيوتو (Kyoto) الإمبراطورية وتخرج فيها بعلامات جيدة. ومع تخرجه، عمل فوميمارو كونويه بشكل مؤقت لصالح وزارة الداخلية اليابانية واتجه لكتابة العديد من المقالات التي انتقد من خلالها السلام الذي فرضته القوى على العالم عقب هزيمة ألمانيا والسياسة الاستعمارية ومنظمة عصبة الأمم. أثناء مسيرته السياسية، عمل فوميمارو كونويه لصالح العديد من الوزارات وعين رئيسا للبرلمان الياباني. وخلال العام 1937، أصبح الأخير رئيس وزراء اليابان لفترة أولى استمرت حوالي عام و7 أشهر. وبحلول شهر تموز/يوليو 1940، استعاد فوميمارو منصبه مرة أخرى لفترة ثانية استمرت حوالي عام وشهرين. وخلال فترة تولي فوميمارو للوزارة الأولى، مررت الحكومة اليابانية قرار التعبئة الوطنية لدعم جهود الحرب بالصين. فضلا عن ذلك، مرر فوميمارو قرار الميزانية غير المحدودة لدعم تصنيع الأسلحة باليابان أملا في توفير كميات كافية من السلاح للقوات اليابانية المتوغلة بالأراضي الصينية. أيضا، شهدت فترة فوميمارو كونويه تأييد الحكومة اليابانية لسياسة تحسين النسل وانضمام اليابان للاتفاق الثلاثي رفقة كل من إيطاليا وألمانيا. محاكمة دولية وانتحار أثناء فترة توليه لمنصب رئيس الوزراء، عارض فوميمارو بشدة فكرة إعلان الحرب على الولايات المتحدة الأميركية. ومع إصرار كبار قادة البحرية اليابانية على إعلان الحرب وفقدانه لثقة الإمبراطور هيروهيتو، أعلن فوميمارو خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1941 استقالته من منصبه. وبالسنوات التالية، لعب فوميمارو دورا هاما في إسقاط هيداكي توجو من رئاسة الوزراء عام 1944، كما حاول بشتى السبل إقناع الإمبراطور هيروهيتو بضرورة خروج اليابان من الحرب العالمية الثانية. عقب توقيع اليابان على اتفاقية استسلامه مطلع أيلول/سبتمبر 1945، طولب فوميمارو كونويه بالتعاون مع الجنرال والمسؤول العسكري الأميركي باليابان دوغلاس ماكآرثر (Douglas MacArthur) لضمان عدم ملاحقة إمبراطور اليابان أمام القضاء. ومع رفضه التعاون مع الأميركيين، طرح اسم فوميمارو كمتهم محتمل في جرائم ضد الإنسانية بالصين. ورفضا منه مواجهة القضاء، انتحر فوميمارو كونويه يوم 16 كانون الأول/ديسمبر 1945 عن طريق تناول كبسولة سم السيانيد.