11/14/2021 23:55:23
الاخبار الاحوازیه
حتى تنهض الأمة العربية نهضة رجل واحد
بقلم: كمال عبد الكريم #الجبهةالعربيةلتحرير_الأحواز #صوت_الأحواز
كان العرب قبل الإسلام وفي ظل الاسلام اهل معرفة وحكمة واصحاب فن في القتال، وكانوا يضعون الخطط و يتخذون التدابير عندما يشعرون بخطر قادم من جهة تمثل تهديد لهم على المدى القريب أو البعيد، وهذا ما كان يميز العرب عن غيرهم. مع تقدم الزمن و تطور الشعوب و ابتكار طرق جديدة وحديثة في الصراع ظهر مصطلح ( المشروع) أو ( الإستراتيجية ) من أجل مواجهة مشروع أو استراتيجية معادية تهدف الى السيطر أو النفوذ أو التحكم، لذلك كنا و مازلنا ننتقد العرب على المستوى الرسمي لانعدام روية أو مشروع أو استراتيجية تواجه الاستراتيجيات التى تهدد الوطن العربي من كل الأطراف ذات الأطماع التوسعية التاريخية في أرض الأمة، خصوصا دولة بلاد فارس أو كما تسمى اليوم إيران المعتدية والطامعة بأرض العرب دائما، ولو أردنا أن نُقيِّم أكثر خطر على الأمة من بين كل الدول الطامعة نجد ايران من أكثر تلك الدول خطرآ على الأمة ويفوق كل الأخطار المحدقة بها. العرب كانوا يعلمون ومنذ بداية مجيئ خميني لقيادة ايران بعد أن سرق ثورة الشعوب بأنه يحمل مشروع قومي حاقد عابر للحدود، وهذا المشروع مدعوم من قبل دول لها مصلحة في إضعاف الأمة ونهب ثرواتها وإذلال شعبها وحكامها حتى وإن كانوا حلفاء، و اتضح مشروع خميني في اول سنة من استلامه زمام الامور في ايران، حيث بدء حربه على العراق وإعلان اطماعه في المنطقة العربية بخطاب صريح و أمام العالم. رغم الذي ذكرناه اعلاه لكننا لم نرَ هناك أي مشروع أو استراتيجية عربية للوقوف بوجه المشروع الفارسي الإيراني، واكتفى العرب بدور العراق في مواجهة ايران على طول شريطٍ حدودي يبلغ 1200 كيلو متر وعلى مدى ثمان سنوات. بعد انتهاء الحرب بانتصار العراق شعرت ايران بأنه لا يمكن لها اختراق المنطقة في ظل قيادة عراقية قوية ووطنية وقومية، ولن يتحقق الحلم الفارسي لبلاد فارس رغم أن مشروعها الصفوي اخذ مساحة لا بأس بها في الوطن العربي وبين أبناء الطائفة الشيعية بالذات، والتى كان ومازال الكثير منها مخدوعا بالشعارات، ومع ذلك لم نر اي صحوة عربية تنقذ الأمة من الخطر الآتي من قم وطهران المسنود من قبل الدول العظمى وعملائها في المنطقة حتي انهيار السد الذي بُنيَ من زبر الحديد بقيادة صدام حسين والذي انهار بعد عام 2003، و رأينا كيف تمكنت ايران من احتلال عد من الدول العربية. ومع كل ذلك لم نر اي مشروع عربي، في حين أن المشروع الإيراني جعل كل مفاصل الحياة اليومية للمواطن العربي في إطاره، بدءً من الجوامع والحسنيات والمناسبات الدينية، حتى انتقل إلى المجالس الشعبية و بعد ذلك الى قوت المواطن العربي بعد أن تمكن من تثيبت اقدامه على الأرض من خلال بناء قواعد بشرية تحمل السلاح، حتى انتقل إلى المرحلة الأكثر خطورة وهي شراء ذمم المثقفين الذين لهم قاعدة جماهيرية واسعة في الشارع العربي من إعلاميين وأدباء وباحثين و شعراء واصحاب رائ، و قام بتأسيس مراكز دراسات ومراكز بحوث ومؤسسات معنية في شؤون دول المنطقة. نعم كل هذا والعرب مازالوا ليس لديهم اي مشروع واضح المعالم يجعل ايران تحسب لهم الف حساب قبل أن تَقدم على اي عمل يهدد أمنهم واستقرارهم. هنا اريد ان اضرب مثال حول الإعلامي اللبناني جورج قرداحي، وأشير الى أنه كيف جعل الشارع العربي ينقسم إلى قسمين: قسم مؤيد وقسم يرى أن الوزير اللبناني يمهد الطريق لمشروع قادم يتم الاعداد له من قبل ايران و اطراف اقليمية اخرى، وهذه حقيقة لا مفر منها. ما اريد قوله في هذا المقال ان الفرصة العربية في مواجهة المشروع الإيراني بمشروع عربي اصبحت فرصة ذهبية، لأن أبناء كل الدول العربية التى تسيطر عليها ايران من خلال المليشيات اصبحت على يقين بأن ايران تريد اذلالهم ونهب بلدانهم والسيطرة على قدراتهم ومقدراتهم، وفرض سيادتها عليهم وإلغاء السيادة الوطنية لبلدانهم من خلال شعار دول المقاومة لمواجهة إسرائيل، في حين أن إسرائيل هي من جعل نظام ايران يستمر في الحكم والسيطرة على البلدان العربية خصوصا تلك البلدان العربية التي كانت تشكل خطر جدي على اسرائيل وباعتراف قادة هذا الكيان. في الختام نتمنى ان يفيق العرب على المستوى الرسمي حتي تنهض الأمة نهضة رجل واحد في مواجهة المشروع الصفوي الفارسي الحاقد على حَمَلَةِ راية الإنسانية وراية الإسلام.