03/11/2025 15:30:51
الاخبار الاحوازیه
طهران على مفترق طرق: دعوة أمريكية وضغوط متصاعدة

#صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز
كتب: سمير ياسين الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز في تطور لافت يعكس تحولات المشهد الإقليمي، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توجيهه رسالة إلى علي خامنئي، داعياً إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية. تأتي هذه المبادرة في وقت تواجه فيه إيران أزمات متعددة على الصعيدين الداخلي والخارجي، مما قد يغير حسابات النظام الإيراني. وفي تصريحات لقناة فوكس نيوز الاي أعرب فيها عن "أمله في تفاوض إيران"، حذر ترامب من أن البديل سيكون "تدخلاً عسكرياً فظيعاً"، مؤكداً استحالة السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي. بالمقابل، رفض خامنئي الدعوة الأمريكية، معتبراً أن "التفاوض مع أمريكا ليس ذكياً ولا مشرفاً"، مستشهداً بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي السابق عام 2018. تواجه إيران اليوم أزمة اقتصادية خانقة، مع تفاقم معدلات التضخم وانهيار قيمة العملة وتردي مستويات المعيشة، في ظل استمرار العقوبات الأمريكية المشددة. هذه الأزمة الداخلية تتزامن مع تراجع دراماتيكي للنفوذ الإيراني الإقليمي، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، مما أدى إلى تفكك جزء أساسي من مشروع "الهلال الشيعي" الذي طالما سعت طهران لتأسيسه وبذلت من أجله المليارات من الدولارات. على الجبهة اللبنانية، أدى تحجيم دور حزب الله، الذراع الأساسي لإيران في المنطقة، إلى إضعاف إضافي للنفوذ الإيراني وبتر إحدى أهم أدوات قوتها الإقليمية. هذه التطورات مجتمعةً تمثل ضربة استراتيجية لطموحات إيران التوسعية وتقلص من خياراتها. رغم موقف خامنئي الرافض للتفاوض، تشير المعطيات الحالية إلى أن الضغوط المتزايدة داخلياً وخارجياً قد تدفع النظام الإيراني نحو المرونة في المستقبل القريب. عرض روسيا للمشاركة كوسيط قد يوفر لطهران مخرجاً يحفظ ماء الوجه، خاصةً في ظل العزلة المتزايدة التي تواجهها. في النهاية، تبدو إيران اليوم أضعف مما كانت عليه في السنوات الماضية، مع تراجع نفوذها الإقليمي وتفاقم أزماتها الداخلية. هذا الواقع الجديد قد يفرض عليها إعادة حساباتها تجاه المفاوضات النووية، رغم الرفض المعلن. ستكشف الأشهر القادمة ما إذا كانت طهران ستستمر في التصلب أم ستنتهج مساراً أكثر براغماتية في ظل الضغوط غير المسبوقة التي تواجهها على كافة الجبهات.