كتب: سمير ياسين
 الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز 

في الحادي والعشرين من شباط/فبراير من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للغة الأم، وهو يوم يسلط الضوء على أهمية التنوع اللغوي والثقافي في عالمنا المعاصر. تمثل اللغة الأم أكثر من مجرد وسيلة للتواصل؛ إنها تجسيد للهوية الثقافية والتراث الحضاري للشعوب.
يشكل الأحوازيون نموذجاً حياً للتمسك باللغة الأم وحمايتها. فعلى مدى قرن من الزمن، حافظوا على لغتهم العربية كجزء لا يتجزأ من هويتهم وتراثهم. لم يكن هذا التمسك مجرد احتفال سنوي، بل هو نضال يومي وممارسة حياتية مستمرة للحفاظ على لغتهم الأم.
تمثل اللغة العربية بالنسبة للأحوازيين غذاءً روحياً يومياً، فهي ليست مجرد كلمات تُنطق، بل هي وعاء ثقافي يحمل في طياته تاريخهم وتراثهم وهويتهم. إن حماية اللغة الأم تعني حماية الذاكرة الجماعية والهوية الثقافية للأجيال القادمة.
يؤكد اليوم العالمي للغة الأم على حق كل شعب في الحفاظ على لغته الأم وتطويرها، باعتبارها جزءاً أساسياً من حقوق الإنسان الثقافية. فاللغة الأم هي الجسر الذي يربط الماضي بالحاضر، وهي الوسيلة التي تنتقل من خلالها المعارف والتقاليد والقيم من جيل إلى آخر.
إن الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم هو تذكير بأهمية صون التنوع اللغوي والثقافي في عالمنا، وتأكيد على حق كل شعب في التعبير عن هويته من خلال لغته الأم. فلنعمل معاً على حماية اللغات الأم وتعزيزها، لأنها تراث إنساني يستحق الحفاظ والاستمرار.

2025-02-21