02/10/2025 10:57:16 الاخبار الاحوازیه

مستقبل المواجهة الأمريكية-الإيرانية في ظل المتغيرات الإقليمية

Alternate Text


#صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز


                    
كتب: سمير  ياسين 
الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز

يمر الوضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط بتحول جوهري مع تصريح السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام بأن سيناريو ضرب إيران "على الطاولة".
وتكتسب هذه التطورات أهمية استثنائية في سياق رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.
وتتجلى الديناميكيات المعقدة للموقف في الكشف الإيراني الأخير عن صاروخ "اعتماد" الباليستي، الذي يمثل نقلة نوعية في القدرات العسكرية الإيرانية بمداه البالغ 1700 كيلومتر.
ويأتي هذا التطور كرسالة استراتيجية واضحة في مواجهة الضغوط الأمريكية المتصاعدة، مما يعكس تعقيد المشهد الاستراتيجي وتشابك عناصره في المنطقة.
وتستند الرؤية الأمريكية الجديدة للمنطقة إلى تحليل يرى في "الأذرع الإيرانية" تهديداً استراتيجياً، حيث تتجاوز ولاءاتها حدود دولها لصالح طهران. 
ويمثل هذا التوجه تحولاً جوهرياً في السياسة الأمريكية، يتجاوز مجرد الضغط السياسي إلى احتمال المواجهة العسكرية.
ويأتي تصريح السيناتور غراهام كتأكيد على التحول الجذري في السياسة الأمريكية تجاه إيران، والسعي لفرض واقع إقليمي جديد يحد من نفوذها في المنطقة.
وفي المقابل، يشهد الموقف الإيراني تحولاً ملحوظاً في ظل التحديات الجديدة، خاصة بعد الخسائر الاستراتيجية التي تكبدتها في سوريا، وتحاول طهران التكيف مع هذا الواقع الجديد عبر استراتيجية متعددة المحاور، تجمع بين تطوير القدرات العسكرية الردعية وتكثيف الجهود الدبلوماسية الإقليمية، مع تبني نهج أكثر حذراً في سياساتها الإقليمية التي طالما اعتبرتها القوى الدولية والإقليمية مصدر تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة.
وتتجاوز تداعيات هذا التوتر المتصاعد البعد العسكري المباشر لتشمل إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية وتأثيرات اقتصادية عميقة على أسواق النفط والاستثمارات، كما تمتد آثاره إلى الأمن البحري وحركة التجارة الدولية، مما يجعل من هذه المواجهة قضية ذات أبعاد عالمية تتجاوز حدود المنطقة.
وفي ضوء المعطيات الحالية، تتجه الأحداث نحو استمرار التصعيد السياسي في المدى المنظور، مع بروز مسارين محتملين:
الأول يتمثل في توجيه ضربات محدودة للمنشآت النووية الإيرانية، والثاني يتمثل في مواصلة الضغط الدبلوماسي مع الحفاظ على التهديد العسكري كورقة ضغط، وفي كلا المسارين تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من إعادة تشكيل التوازنات الاستراتيجية.
ومما لا شك فيه أن المنطقة تقف على أعتاب مرحلة حاسمة من تاريخها المعاصر، وسيعتمد مسار الأحداث على قدرة الأطراف المعنية على إدارة التصعيد وتجنب الانزلاق نحو مواجهة شاملة، مع الأخذ في الاعتبار التكاليف الباهظة لأي مواجهة عسكرية مباشرة.
و وسط هذه التحديات، تبقى المنطقة بحاجة إلى مقاربة جديدة تحد من طموحات إيران التوسعية وتضمن استقرار المنطقة، سواء عبر الحلول الدبلوماسية أو الخيارات العسكرية المحدودة.