كتب: سمير ياسين 
الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز

تشهد المنطقة العربية تحولات استراتيجية عميقة تعكس انتهاء حقبة التمدد الإيراني التي استمرت لأكثر من عقدين. في لبنان، تتجه الحكومة نحو تعزيز علاقاتها مع محيطها العربي، وهو ما تجلى في الزيارة التاريخية لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى بيروت، في أول زيارة من نوعها منذ 15 عاماً.

وفي سوريا، يمثل سقوط نظام بشار الأسد خسارة استراتيجية كبرى لإيران. وتؤكد زيارة وزير الخارجية السعودي اليوم إلى دمشق "تفاؤلاً حذراً" تجاه الإدارة السورية الجديدة، التي وصفها بن فرحان بأنها "منفتحة على العمل مع المجتمع الدولي للتحرك في الاتجاه الصحيح".

وفي اليمن، يواجه الحوثيون تحدياً جديداً مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 23 يناير 2025 بإعادة إدراجهم على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية". يأتي هذا القرار رداً على أكثر من 100 هجوم نفذه الحوثيون في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023.

أما في العراق، فتواجه الحكومة ضغوطاً متزايدة من المجتمع الدولي والدول العربية لإعادة النظر في علاقاتها مع إيران، مما يدفعها نحو موازنة أدق بين مصالحها الوطنية وعلاقاتها الإقليمية.

هذه التطورات مجتمعة تشير إلى تشكل شرق أوسط جديد، مع تراجع واضح للنفوذ الإيراني. ورغم أن إيران تمتلك قدرة على التكيف والمناورة، إلا أن المشهد الحالي يؤشر إلى تحول استراتيجي نحو محور عربي أكثر استقلالية وتماسكاً.