01/23/2025 21:27:45
الاخبار الاحوازیه
خارج الصندوق

#صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز
كتب: سمير ياسين الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز النظام العالمي الجديد: بين الواقع والطموحات السياسية "جرينلاند للبيع؟" سؤال أثاره دونالد ترامب في أغسطس 2019، مثيراً أزمة دبلوماسية مع الدنمارك. وفي يناير 2024، جدد طموحاته التوسعية في حملته الانتخابية، مشيراً إلى رغبته في توسيع النفوذ الأمريكي شمالاً. في المقابل، أحيت جورجيا ميلوني في خطابها عام 2022 حلم روما القديمة، مقترحة نقل مركز الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة الإيطالية. هذه التصريحات، رغم تباعدها الزمني، تكشف عن نزعة متنامية نحو القومية المتطرفة في قلب الديمقراطيات الغربية. عودة الخطاب التوسعي الأمريكي يكشف خطاب ترامب في مطلع 2024 عن نزعة توسعية متجددة. ففي تجمع انتخابي بنيو هامبشاير، انتقد "خسارة" قناة بنما في عهد كارتر عام 1977، متجاهلاً أن نقل السيادة كان تصحيحاً تاريخياً واتفاقاً دولياً معترفاً به. وفي نفس السياق، تأتي قصة جرينلاند التي بدأت مع محاولته شراؤها في 2019، وهي ليست المرة الأولى في التاريخ الأمريكي. فقد حاول الرئيس ترومان عام 1946 شراء الجزيرة مقابل 100 مليون دولار وفقاً لتحليل نشره معهد بروكينغز (2022)، تكمن القيمة الاستراتيجية لجرينلاند في موقعها المحوري بالقطب الشمالي وثرواتها المعدنية الهائلة. لكن النظام الدولي المعاصر، كما يؤكد التقرير Foreign Affairs (2023) يقوم على التعاون الاقتصادي وليس الضم الإقليمي. من جانب اخر أثارت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني خلال حملتها الانتخابية في 2022 فكرة نقل مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى روما، معتبرة إيطاليا الوريث الشرعي للحضارة الأوروبية، لكن المعهد الأوروبي للدراسات السياسية (2023) يقدر تكلفة نقل المؤسسات بأكثر من 50 مليار يورو. كما أن استطلاع جامعة لوفان يظهر معارضة 85% من موظفي المؤسسات الأوروبية للفكرة. القطب الشمالي ساحة التنافس الحقيقية في حين تركز التصريحات السياسية على الطموحات التوسعية، يشهد القطب الشمالي تنافساً حقيقياً. فوفقاً للمسح الجيولوجي الأمريكي (2023)، تحوي المنطقة 90 مليار برميل نفط و1,670 تريليون قدم مكعب من الغاز. وقد أنشأت روسيا 16 ميناءً عميقاً على طول الممر الشمالي، بينما تستثمر الصين مليارات الدولارات في المنطقة. التحديات العالمية المعاصرة يواجه العالم تحديات تتجاوز الطموحات القومية. يحذر البنك الدولي (2023) من أن التغيير المناخي قد يدفع 100 مليون شخص إلى الفقر بحلول 2030، وتشير منظمة الهجرة الدولية إلى وجود 280 مليون مهاجر ونازح حول العالم، مما يتطلب تعاوناً دولياً غير مسبوق. الغياب العربي والفرص الضائعة في خضم هذه التحولات، يغيّب الصوت العربي عن المشهد العالمي، فرغم امتلاك المنطقة العربية لـ 65% من احتياطيات النفط العالمية (أوبك، 2023)، وموقعها الاستراتيجي الحيوي، تفتقر إلى استراتيجية موحدة للتعامل مع المتغيرات العالمية. تكشف تصريحات ترامب وميلوني عن نزعة قومية متصاعدة في الغرب، لكن التحديات العالمية المعاصرة تتطلب نموذجاً مختلفاً للقوة - نموذجاً يقوم على التعاون والشراكة، لا على السيطرة والهيمنة. والسؤال المُلح: هل يمكن للمجتمع الدولي تجاوز النزعات القومية الضيقة لمواجهة التحديات المشتركة؟ المراجع: - Wall Street Journal (2019). "Trump's Greenland Gambit" - Foreign Affairs (2023). "The Return of Great Power Politics" - معهد بروكينغز (2022). "تحليل الجغرافيا السياسية للقطب الشمالي" - المعهد الأوروبي للدراسات السياسية (2023). "تكاليف نقل المؤسسات الأوروبية" - المسح الجيولوجي الأمريكي (2023). "تقييم موارد القطب الشمالي" - البنك الدولي (2023). "تقرير التنمية العالمية" - منظمة أوبك (2023). "التقرير السنوي"