بسم الله الرحمن الرحيم

إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية وكافة المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم،

تتابع الجبهة العربية لتحرير الأحواز ببالغ القلق والخطورة التصعيد غير المسبوق في حملة الاعتقالات التعسفية التي تنفذها السلطات الإيرانية ضد أبناء الشعب الأحوازي في الأيام الأخيرة، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الإنسانية والقانونية تجاه ما يجري من انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
تشهد المدن والأرياف الأحوازية، وخاصة مدينة الأحواز وضواحيها، حملة اعتقالات ممنهجة تستهدف النخب الثقافية والفكرية من المثقفين والفنانين والشعراء وكل من يسعى للحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية للشعب الأحوازي. وتجري هذه الاعتقالات بأساليب تتنافى مع أبسط معايير حقوق الإنسان، حيث تقوم قوات الأمن والاستخبارات والحرس الثوري بتنفيذ مداهمات ليلية للمنازل، وممارسة التعذيب الجسدي والنفسي بحق المعتقلين و اسرهم، ومصادرة ممتلكاتهم الشخصية، في انتهاك صارخ للمادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تحظر التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية.
إن الذريعة التي تسوقها السلطات الإيرانية لتبرير هذه الاعتقالات هي نشاط المواطنين الأحوازيين على منصات التواصل الاجتماعي، و توثيق حالات التمييز العنصري والتهميش الاقتصادي
 والاجتماعي، وهذا يمثل انتهاكاً صريحاً للحقوق المدنية والسياسية التي تكفل حرية التعبير والرأي، من المادة 27 للقانون الدولي في هذا المجال التي تضمن حقوق الأقليات في التمتع بثقافتهم واستخدام لغتهم.
كما تنتهك هذه الممارسات الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، خاصة في ظل سياسات التغيير الديموغرافي المتعمد من خلال توطين المستوطنين في المناطق الأحوازية، والتمييز المنهجي في فرص العمل والتعليم والخدمات الأساسية.
إن هذه الحملة تأتي في سياق سياسة تاريخية ممنهجة تمارسها الأنظمة الإيرانية المتعاقبة ضد الشعب الأحوازي، تستهدف طمس هويته وثقافته وحقوقه الأساسية، وتعد هذه الممارسات انتهاكاً لالتزامات إيران بموجب البروتوكولات الدولية، التي  تحظر التغيير القسري للتركيبة السكانية في المناطق المحتلة.
وعليه، تناشد الجبهة العربية لتحرير الأحواز المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة، والضغط على السلطات الإيرانية للكشف عن مصير المعتقلين وأماكن احتجازهم، وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في هذه الجرائم وفقاً لآليات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
كما تدعو الجبهة المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب، والفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، إلى تفعيل آليات الحماية العاجلة المنصوص عليها في البروتوكولات الدولية لحماية حقوق الإنسان.
إن الجبهة العربية لتحرير الأحواز، إذ تضع هذه الحقائق أمام الرأي العام العالمي، تؤكد استمرار نضالها من أجل حقوق الشعب الأحوازي المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وفقاً لمبادئ القانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.

الجبهة العربية لتحرير الأحواز.
9/1/2025