11/14/2024 16:42:41
الاخبار الاحوازیه
حكاية السيد جابر مع امير الأحواز الشيخ خزعل
#صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز
كتب: ( فارس عبد العال حمد ) كان السيد جابر يتغاضى مبلغا سنويا من الأمير خزعل و قدره ثلاثون روبية. ففي احد الأعوام ذهب المواطن جابر لقصر الفيلية قاصدا الشيخ خزعل و ذلك للحصول على المبلغ المتفق عليه مع امير الأحواز، و عند وصوله لاستعلامات قصر الفيلية فقد اُبلغ ان امير البلاد موجود حاليا في الكويت. فبمجرد تلقيه الخبر من قبل موظفي قصر الحاكم قرر إلذهاب إلى مكان تواجد الأمير خزعل في الكويت، وفوجئ الأمير خزعل بقدوم المواطن جابر، لذلك ادرك الأمير ان السيد جابر جاء ليطلب منه مبلغ الاعانة، خصوصا وان قدوم السيد جابر تزامن مع حضور شخصيات مهمة مثل الملك عبدالعزيز و الشيخ مبارك و ان طلب السيد جابر إمام هذه الشخصيتين سيضع شخصية كبيرة و مهمة انذاك مثل شخصية الأمير خزعل في موضع حرج، لذلك قرر الأمير خزعل مع نفسه ان يعاقب صاحب طلب الاعانة من بعد عودته إلى الأحواز، لكن و مع ذلك سمح للسيد جابر يفصح عن سبب متابعته للأمير خزعل. فقال له السيد جابر: " كل عام كنت استلم منك يا ابو جاسب مبلغ ثلاثون روبية بينما هذا العام لم استلم منك المبلغ المتفق عليه ". فقدم الأمير خزعل المبلغ المطلوب منه لسيد جابر، و قد اندهش الأمير خزعل ان الملك عبدالعزيز و الشيخ مبارك دفعوا أضعاف المبلغ الذي قدمه الأمير خزعل للسيد جابر . فالملك عبدالعزيز قدم ستون روبية بينما الشيخ مبارك قدم لجابر مبلغا و قدره تسعون روبية مع طرح سؤال مشترك بالاتفاق من قبل عبدالعزيز و مبارك، و السؤال المطروح على السيد جابر هو كالآتي: " تحب مَن اكثر ؟ " هل تحب ابو كاسب اكثر الذي قدم لك 30 روبية او الملك عبدالعزيز الذي قدم لك 60 روبية ام الشيخ مبارك الذي قدم لك 90 روبية ؟ فأجابهم السيد جابر و بكل هدوء و اختصار: " ان المبالغ المضاعفة التي استلمتها منكم ما هي إلا نتيجة حبكم لأبو كاسب، لذلك حبي لأبو كاسب اكثر من حبي لكم ". فأبتسم الأمير خزعل و قال للسيد جابر: " لقد سَلِمتَ من عقابي، لانه كنت انوي معاقبتك عقابا شديدا". الموضوع هنا هو لا يكمن في حصول المواطن على مبلغ الاعانة من قبل الحاكم بل يكمن في اطار وضع الدولة الأحوازية انذاك في اطار المقاييس الدولية للبلدان الناجحة. فيذكر البروفيسور الأمريكي ليزا ليبسون في كتابه الإصدارات السياسية الكبرى ( 1) ان من اهم عوامل نجاح الدول هو ان تكون قنوات التواصل مفتوحة بين الحاكم و المحكوم، فعلى سبيل المثال ان السيد جابر كان يستطيع ان يلتقي في امير الاحواز دون مواجهة الأجراءات المعقدة كما هو الحال في البلدان الاوربية او الاسيوية . ثانيا ان تكون الشفافية واضحة بين الحكومة و الرعية، فبمجرد وصول المواطن السيد جابر إلى قصر الحاكم تم إبلاغه بكل وضوح عن مكان تواجد الحاكم و لم يتم التحقيق معه عن أسباب طلبه ليلتقي في الحاكم، او برفع كتاب للمسؤلين ليذكر فيه عن أسباب الزيارة، او حتى سبب السؤال عن الحاكم كما تتخذ بعض الإجراءات المملة في كثير من البلدان العربية و الأجنبية. إذَن الاحواز كدولة كانت سابقة لعصرها لكثير من البلدان في العالم. و يبقى تاريخ الاحواز و حكامها مجدا لكل الأمم رغما عن انف الاعداء والحاقدي.