11/10/2024 13:30:07
الاخبار الاحوازیه
حقك علينا يا عملاق الأنهر الأحوازية يا كارون...
#صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز
كتب: فؤاد سلسبيل - ابو رسالة علينا واجب انساني ايها الأحوازيون والعرب قبل أن يكون واجب وطني أو قومي وهو القيام بحملة ضد سرقة مياه الأحواز من جميع مصادره وانهره خصوصا عملاق الأنهر الأحوازية كارون وتحويله إلى المحافظات الفارسية لإحياء وإرواء نهر زاينده رود وغيره من الأنهر على حساب انهرنا ومنها نهرنا الذي بات يئنّ ويحنّ ويصرخ أين أولئك الذين رويت أجدادهم الأوائل وأرضهم وأحييت مزارعهم التي كانت يحسدون عليها بفضل ماء كارون؟ علينا أن لا نترك كاروننا لوحده... فالننادي بأعلى أصواتنا: يا عالم يا ناس دونكم نظام الاحتلال الإيراني، لأنه يتجاوز على الإنسانية في الأحواز بكل شئ ومنها سرقة المياه فانقذوا انهرنا من يد هؤلاء السراق... فالنعمل بكل جهد وطني فريد لنوصل للعالم الصورة الحقيقية لما يتحمله أبناء الشعب الأحوازي من ظلم واضطهاد وقتل وذبح في وضح النهار على يد نظام الملالي في ايران. علينا جميعا أن لا تخلوا صفحاتنا ومواقعنا عن موضوع ومناداة ومناشدات لإنقاذ مياهنا من السرقة، وان لا ندع انهرنا وعملاقها نهر كارون بدون هدير المياه الأحوازي كما كان عبر التأريخ.... فالتدم عزيزا يا كارون وجميع انهرنا الخالدة... إخترت لكم قصيدة: (( أغنية من كارون )) وهي للشاعر والأديب الكبير المرحوم الشيخ ضياء الدين الشيخ عبدالمحسن الخاقاني والتي استنسختها من أرشيف موقع كارون الثقافي... ****************************** أغنية من كارون........ ضياء الدين الخاقاني كارون هنالك حيث أبي قد كان يعمِّدُ أطفالَ الحيِّ بقطرةِ ماءْ تنمو تلك القطرة في أعينِهمْ تمحو جدْبَ نفوسِهمْ تنتزعُ اليأسَ، تحطم أسوارَ الغيب تبزغ نجما في الليل وشمساً عند الظهر وتزدهر تلك الأرضُ العربيةِ خضراءُ التربة في دمها تسْبيحةُ تاريخٍ ورسالة حب وعلى يدها الحمراء فؤادٌ يسْبح بالدم وفؤادٌ يتفجَّر دمعاً وفؤادٌ ينفطر وأبي قد كان يرتل في سمْعي قرآناً: ((انا انزلناه قرآنا عربيا))… و يردد شعرا و يتمتم: حصاني كان دلالَ المنايا .. فخاض غمارَها وسرى وباعا وسيفي كان في الهيجا طبيبا ... يداوي رأسَ من يشكو الصداعا كلماتُ أبي كانت زادي كانت كرتي ويَراعي واذا فاجأني إعصارُ الحربِ شراعي كنت أوزعها بين لِداتي في الحي فيلبسها الأطفالُ ثيابا واسعة الأكمام تغطي أعينهم بالشعب وتحوي التاريخ فتمطرُ أعينُهم قحطانَ وقيساً ونزار وغانيةً في الحيِّ ومغواراً لا يرتد وخنساءَ تبكي ونبياً وامام و ساهرَ ليلٍ يتمثل: ياليل الصبِّ متى غدُهُ … أقيام الساعةِ موردهُ يا للحسْرةِ ياللأيام آه من شدةِ ما يحملُ هذا الهيكلُ من آلام لم يهدأْ حتى في النوم وكعب والخاقان وشوط بني طرفٍ وسيوف محيسن والنفط وأكوام التمر وراياتٌ خطرٌ وملايين أربعةٍ (1) تأبى أن يهدأ حتى في النوم كارون زئيرٌ في وجداني كارونٌ سعيرٌ في نسبي وكِياني سِرْتُ واِياهُ زمانَ الطوفانِ وكنت أنا البحرَ و كان ذراعا منى تمتدْ ونهرا لا يخضع للجزر ولايحتمل المدْ أمواجي كانت أغنيةً لَحَّنَها التاريخُ الأول غناها في سوسَ نبيٌ لم يسجدْ للفرس الى أن ذبحوه على باب الديرِ فسألت في كارون دماه الى أن صبغت بابَ الكعبةِ والكوفانَ وجدرانَ القدسِ قد كنتُ انا البحرَ وكارونُ يجوب الصحراءْ يبحث عن دجلةَ اين سيلتحِمُ النهرانِ؟ وأين النيل؟ ومن يوقدُ بالزيت قناديلَ فلسطينَ الحمراءْ؟ و متى يغسل آثارَ الغزوِ ويفرش شاطئَهُ الأخضرَ بالحنَّاءْ؟ ما للنخلة لاتهتز؟ من يمسح عن أبناء النخلة أرجاسَ النومِ ؟ ما للساحة تدفن شمسَ الأمسِ وشمسَ اليومِ وتسكب فوقهما الظلماءْ ؟ ما للساحة لا تعتمر الهيجاءْ؟ وتعبْنا يا كارون فهل نحملُ راياتٍ بيضاءْ ؟ هل تدفِنني أو أدفنُ فيكَ بقيةَ ما أحملُ من أشياءْ وخلعت ثيابَ الطوفان وأغمضت عيوني للراحة لكنّ الإغماضة كانت في الكهف كانت دهرا أو دهرين ونسيت المد وكان الجزر يغرق بين العمرين فصرخت أنا الطوفانْ سمعت الصرخة وحدي لم يسمعْها غيري انسانْ مددت ذراعي جمدت بين الصخرِ تقاذفها الأعصار مددت الأخرى، قطعوها وبنوها جدرانْ وفتحت عيوني صِحْتُ هجرت النومَ … انا الطوفانْ هجرت النومَ … انا البحرُ الأكبر اني عملاقٌ لا يقهر فتضاحَكتُ الليلة من حولي سوداءْ و ضايقني الصخرُ شربتُ الدمّ عصرتني الأحجارْ تضايقتُ، شعرت بان الغفوة قد كانت سَم وتخلّصتُ من الأحجارْ أنقذني كارون على خشبه تتقاذفني الأمواج وكان أبي عند الشاطئ يدعوني ولِداتي من أطفال الحيِّ ولكن عيوني لا تبصر غير الأشباح وسمعت ابي يقرأ: ((انا انزلناه قرآنا عربيا)) و يتمتم: وأييامنا مشهودة في عدونا.. لها غررٌ معلومة وحجولُ وأسيافنا في كلِّ شرقٍ ومغربٍ.. بها من قراعِ الدارِعينَ فلولُ فغسلت عيوني بالماء و حاولت بأن أقرأ لكن ما أبصرتْ ومسحت عيوني بالكافور وحاولت بأن أعبِّر لكن ما أبصرتْ وملأت عيوني بالأفكار وحاولت بأن اشعَر لكن ما أبصرتْ سئمتُ وألقيت بنفسي فوق الرمل شممت التربة، أحسست بأني أستاف دماءْ ناديت أبي قالوا من عشر سنين قد ماتْ ناديت لِداتي قالوا في السجن يعيشون الآهاتْ يهبون صدورهم عند الفجر مدافئَ تحمي الأطفال من البرد وتصنع خبزا ورفاتْ وصرختُ ومرِّغْتُ جبيني بالرمضاءْ ملأ الرملُ عيوني طبقات دماءٍ تتراكم فوقهما والظلمة تملأ عيني سواداً لاينشق لكني أبصرتْ وبرغم الظلمة أحسست بأني أبصرتْ شاهدت الظلمة شاهدت الليل شاهدت الأفعى تلدغ موسى والفأس يحطم جبهة ابراهيم ويحتل النمل بساط سليمان وعيسى يصلب لم ينفعه الطب وأحمد منفردٌ في المسجد يرقب جيش الأشباح و يصبح أنا العربيّ أنا ابن قريش لكنّ الأملاك أبت أن تنزل ثانيةً للأرضِ هولاكو قد سدّ منافذ كارون وحسينُ عربيُّ يسبح بين الدمِّ احتوشتهُ الفرس وأيوب على الشاطئ يصرخ ياللأقدارْ في بطن الحوت قضى يونس عمرا عشق الليلَ وعاد ليدمِن خمر الضوءِ فلا عاد الضوءُ ولا جاء النهارْ لم يبقَ على الشاطئ اِلّا قصْرانِ وأيوب سحقته حوافر خيلِ الفرس وهذا الطفِّ بما يحمل من ملكٍ قد كان ضجيجا في عرس لكن رغم جذور اليأس خرجت أفتش عن كارون لمحت غطافي وجمعتُ بقاياي و قلت لكارون اتبعني و تذكرْ اني كنت زمان الطوفان البحرَ الاكبرْ سرنا والليل يضيء لنا الدرب فان طلعت شمسٌ كنا كالعميانْ لأن الشمسَ تقارع هولاكو كأسَ الغدرْ وتمنحه صكّ الغفرانْ لكني عدتُ كما كنتُ انا البحرُ انا الشعبُ انا الانسانْ ****************************** * قصيدة: أغنية من كارون ديوان: من الهم كارون الشعر للأديب العلامة ضياءالدين الخاقاني 1933المحمرةالعربية– 2008 النجف . (1)- جاوز العدد الان العشرة ملايين عربي حوازي