10/19/2024 18:12:20 الاخبار الاحوازیه

بقلمي في الذكرى السنوية لاستشهاد معلمي الشهيد أبو عوّاد

Alternate Text


#صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز


                    منصور مناحي حمود البريهي الأحوازي أبو عوّاد...شهيد من شهداء الأحواز وقائد من قادته حفر اسمه في جدران الخلود، ورسم صورته في قلوب أبناء شعبه كبقية شهدائنا، وترك الكثير مما يتحدث به التاريخ للأجيال من بطولات ودروس في التضحية والفداء وحب الوطن.

 تعاليت ايها الشهيد جبلا شامخا لا تهزه رياح الحقد الايراني ايها العربي العملاق... بقيت حيا عند ربك تُرزق، وهذا ما سعيت إليه وتمنيته أنت قبل الاستشهاد وسمعته منك مرات عديدة حين كنت ارافقك في هذا الطريق ومازلت اواصل السير فيه...
نم قرير العين فإن شعبك مستمر في ثورته وسيحقق ما كنت تصبو اليه وتناضل من أجل تحقيقه لكن يد الغدر المخابراتية الايرانية لم تمهلك الى ذلك الحين...
ونعم الرجال رجال الأحواز....
ونعم النساء نساء الاحواز اللواتي يلدن هكذا أبطال ميامين...
سلاما لك مني ومن كل أبناء شعبك ايها الشهيد العزيز.

رفيق دربك وتلميذك الذي لم ولن يخذلك في مواصلة طريق النضال وانت الذي ربيته على المبادئ التي آمنت وآمن بها شعبنا العربي الأحوازي:

فؤاد سلسبيل الفيصلي

********

بتاريخ 19/10/2002 خرج الشرّ الفارسي من أوكاره على أرض الإمارات العربية المتحدة ليُدمي قلب الأحواز ويفرحه في نفس الوقت بشهيد آخر حينما نفذت يد الغدر ما نوت اليه طبقا للمخطط الذي وُضع لإغتيال قائد عربي من قادة الثورة الأحوازية بواسطة سيارة شحن كبيرة كان يقودها هندي لتجعله شهيدا ليكون له مع المجد والخلود موعداً وهو يقول للمنايا بكل فخر واعتزاز حين استقبلها مبتسما:

 (( تقدمي أيتها المنايا تقدمي فنحن لها، الأحواز عربية ودماؤنا ترسم حدودها حتى وإن كثرت وغلت التضحيات )).

 إنه الشهيد البطل منصور مناحي حمود البريهي (( أبو عوّاد )) الذي ولد عام 1950 وترعرع وكبر على حب الأحواز والأمة العربية، وواصل مسيرته النضالية ومقاومته حتى استشهاده، حين خرج من العراق عام 1998 بعد أن تم تكليفه للعمل النضالي من أجل وطنه وفي اطار الجبهة العربية لتحرير الأحواز هناك.
نعم هو الشهيد الأحوازي المغدور على يد سلطات الاحتلال الفارسي التي غدرت واغتالت الكثير الكثير من أبناء الأحواز الذين استشهدوا وهم مؤمنون بما ساروا عليه في سبيل تحرير الأحواز.
 لقد ترك شهيدنا إرثا كبيرا للوطن من الدروس في البطولة والفداء والمقاومة، وترك رفاقا له يحثون الخطى على طريقه لتحقيق ما لم يتحقق في حياته ألا وهو تحرير الأحواز من براثن الإحتلال الايراني البغيض.
نعم لقد ترك شهيدنا الغالي مناضلين للوطن تربّوا على أفكاره ومبادئه وقيمه العربية التحررية سواءً في إطار الحركة الجماهيرية العربية لتحرير الأحواز أو في إطار الجبهة العربية لتحرير الأحواز بعد اندماج الحركة الجماهيرية والمنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي وباقي التنظيمات الأحوازية في إطارها، وكان شهيدنا القائد أبو عوّاد هو مؤسس أحد التنظيمات الأحوازية الذي أصبح ثابت الوجود في الساحة رغم الكبوات والضربات الايرانية القاسية لكيانه في العراق عام 2003 بعد احتلال هذا البلد الشقيق، لكن هذا التنظيم الكبير العتيد العريق وهو الجبهة العربية لتحرير الأحواز  استعاد عافيته وأصبح مثلما كان من قبل واقوى وسيكون أكثر من هذا إن شاء الله تعالى، وتنفيذا وتطبيقا لأفكار وتطلعات الشهيد ابوعوّاد وباقي شهداء الأحواز وقادته للمرحلة القادمة أستمر هذا الإطار الأحوازي مثلما كان يمثل روح النضال الأحوازي وحاضنته الحقيقية التي تعمل وباقي القوى الأحوازية على خلاص الشعب العربي الأحوازي من الإحتلال البغيض.
لقد كان القائد الشهيد ينطلق من منطلق المبادئ العربية التي تعلمها من خلال إيمانه الراسخ بعدالة قضيته، حيث أثر أثرا كبيرا في نفوس المناضلين الأحوازيين الذين يعرفونه وارتبطوا به ارتباطا روحيا في مقاومة ومقارعة المحتل بكافة الوسائل المتاحة، وكان موضع احترام وتقدير أبناء شعبه في داخل الوطن السليب وخارجه لما كان يتمتع به من روح نضالية كبيرة.
إنّ الذي نتحدث عنه هو من قادتنا الذين يستحقون منا كل هذا الإعتناء بمسيرتهم وذكرها للأجيال، حيث إنه كان نشطا بكل ما تحمل هذه الصفة من معاني، وكان وطنيا بمعنى الكلمة، وكان عربيا مخلصا لعروبته، وكان أحوازيا متجذرا في تخوم أرضه ومتأصلا بإلإصالة العربية كشعبه العربي الأحوازي، وكان حبه لوطنه تجده وتشاهده في بريق عينيه وفي محياه وهو يتكلم معك وكان على استعدادٍ للشهادة في كل لحظة. 
لهذا الشهيد مقام كبير واحترام وافر عند الذين يعرفونه والذين تعاملوا معه سواء كانوا أحوازيين أو من الأشقاء العرب، لأنه كان معروفا بصدق الكلام والوفاء وحسن السلوك والسكينة، وأما عن دماثة خلقه فحدِّث ولا حرج.
هكذا كان شهيدنا أبو عوّاد ألذي كان يقول:

(( أننا أغنياء بحبنا لوطننا وبنضالنا من أجل تحريره من المحتلين الفرس )).

إنّ الشهيد منصور مناحي قدم في الدفاع عن الوطن قبل استشهاده ما لا يمكن لأحد نكرانه، خاصة وإنه كان يتبوأ منصب الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز منذ عام 1984 حتى عام 1987، والتي كانت الجبهة آنذاك في أوج عنفوانها من حيث التحرك السياسي على الساحتين العربية والدولية.
كان الشهيد ابو عوٌاد قائدا سياسيا ملهما ومحنكا، مثلما كان قائدا ميدانيا فذا قبل تأسيس الجبهة العربية لتحرير الأحواز، حيث كان يشرف ويقود الكثير من المجاميع الفدائية في الداخل بنفسه للدفاع عن شعبه ولا ينظر لنفسه بأنه قائد من قادة الثورة الأحوازية، حتى انه أصيب أثناء تنفيذه إحدى العمليات الدفاعية بعد مجزرة الأربعاء السوداء عام 1979 في مدينة المحمرة الباسلة أصابة بليغة كادت تودي بحياته لولا مشيئة الله سبحانه وتعالى، حيث تم نقله إلى إحدى المستشفيات في العراق للعلاج ومن ثم إلى لندن ليواصل ذلك العلاج هناك، ورجع إلى مواصلة المقاومة ضد الإحتلال الفارسي من خلال العمل الفدائي في الداخل بعد أن تكللت عمليته الجراحية بالنجاح. 
كان شهيدنا يقود وفد الحركة الجماهيرية العربية لتحرير الأحواز حين تأسيس الجبهة العربية لتحرير الأحواز عام 1980 مثلما كان رفيقه شهيد الغربة المناضل سيد هادي السيد عدنان يقود وفد المنظمة السياسية للشعب العربي الأحوازي، حيث تبوّأ سيد هادي فيما بعد منصب اول أمين عام للجبهة العربية من خلال عملية تصويت للأحوازيين الذين كانوا متواجدين في العراق، وتلاه لتبوّء هذا المنصب شهيدنا منصور مناحي وهو ثاني أمين عام للجبهة العربية لتحرير الأحواز، وذلك من خلال عملية تصويت جماهيرية كبرى اشترك فيها عشرات الآلاف من الأحوازيين المتواجدين في العراق آنذاك وممن كانت القوانين الإنتخابية للجبهة تسمح لهم بالمشاركة في عملية الترشيح والتصويت لانتخاب قيادة جديدة لها، والذي ينص نظامها الداخلي على أن تجري هذه العملية كل أربع سنوات مرة من خلال مؤتمر عام يعقد لهذا الغرض.
عهدا لك ولكل الشهداء منا أيها الشهيد الأحوازي الباسل أن نكون أوفياء للمبادئ التي آمنتم بها أنت وباقي رفاقك الشهداء.

إلى المجد أيها الشهيد البطل خالدا مخلدا انت وجميع شهداء الأحواز.

الحرية لأسرانا وهُم يُكسّرون قيود الأسر بصبرهم وصمودهم ومقاومتهم للإحتلال الايراني البغيض...

 وإنه لكفاح حتى التحرير
19/10/2024